مواضيع اليوم

عدسة الفن وارشيف السينما والعزاوي

محمد الربيعي

2009-07-16 13:58:14

0

مِنِ الشخصيات الاعلامية والادبية الرائدة والمتميزة بعطائها الثر ،والتي لها حضور دائم في ذاكرتنا مهما غابت عن الساحة الاعلامية واضوائها بفضل تاريخها الاعلامي والادبي المشرق الذي بقى يشع ويلمع كلمعان الذهب النقي الصافي ،فالصحفي والقاص والناقد السينمائي المعروف سالم العزاوي هو واحد من هذه الشخصيات اللامعة التي تملك ثقافة اعلامية وصحفية وادبية قل نظيرها ،فانه موسوعة فنية عظيمة من الاخبار الفنية التي تعنى بالفن والفنانين من العراقيين والعرب والاجانب وصحفي متميز صاحب ذوق فني رفيع في عالم صحافة الفنون والثقافة والتراث.

فالناس عندما يسمعون اسم (سالم العزاوي) فانهم يتذكرون البرامج التلفزيون الناجحة المعروفة بـ(عدسة الفن وبرنامج ارشيف السينما) التي كانت تعرض اسبوعياً من شاشة قناة التلفزيون العراقية في نهاية السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي حيث كان العزاوي يقوم باعدادها وتقديمها والناس يترقبونها بشوق ولهفة ليعرفوا من خلالها اخبار الفن والفنانين واخبار الافلام العراقية والعربية والاجنبية الجديدة منها والقديمة.وللمكانة المرموقة التي يحظى بها مبدعنا سالم العزاوي في الاوساط الاعلامية والسينمائية والثقافية والادبية العراقية والعربية فحري بنا ان نتذكر هذه الشخصية المبدعة الذي افنى زهرة شبابه في خدمة الفن والصحافة ،كما مثل العراق في المهرجانات السينمائية والمحافل والمؤتمرات الاعلامية العربية والاقليمية والعالمية خير تمثيل وكان له حضور فعال وشهرة اعلامية واسعة في الاوساط السينمائية والاعلامية العربية.

 

درس العزاوي في بداية شبابه في كلية العلوم في جامعة الموصل في عقد الستينيات الا ان حبه وعشقه للادب والصحافة ورغبته العمل في اوساطها جعله يترك اختصاصه العلمي ويتوجه الى العمل الادبي ،ففي عام 1969 صدرت له اول مجوعة قصصية نالت استحسان قرّائه ثم استمر في الكتابة الادبية وصدرت له مجموعات قصصية اخرى ، بعدها تفرغ للعمل الاعلامي في مجال التلفزيوني واعداد البرامج الفنية ونجح نجاحاً باهراً بفضل امكانياته وقدراته المتميزة وبدأ نجمه يتألق في عالم الاعلام التلفزيوني وذاعت شهرته في العراق والوطن العربي ومع ذلك كان العزاوي يواصل الكتابة الصحفية في مجال الفنون والثقافة.كاتب هذه السطور عمل بمعية سالم العزاوي في مجال الصحافة وتعرف على طقوسه الخاصة في الكتابة الصحفية حيث كان يمتاز بالدقة والتأني وعدم التسرع في اختيار الاخبار والمواضيع الصحفية الفنية والتراثية، وكان يعرف مايهم ويسر القارئ من اخبار فنية ولهذا كان يتفانى في انجاز عمله ،فتراه يمضي وقته متوتراً حريصاً على اصدار صفحته الفنية بشكلها الجميل والممتع من حيث المضمون والتصميم.سالم العزاوي طيب القلب وحنون الطبع ،وله في هذا الصدد مواقف انسانية كثيرة لا مجال هنا لذكرها بالتفصيل ونذكر ابرزها هو تفقده ومتابعته الشخصية لاوضاع واحوال الفنانين العراقيين في ظل الظروف العصبية الحالية وخاصة المرضى منهم ،ففي احد ايام شهر مايس من عام 2005 اخبره الفنان الكبير سامي قفطان عن رقود الفنانين طالب الفراتي وعازف القانون (خضر الشبلي ) في مستشفى النعمان وانهم في حالة صحية سيئة جداً ، على اثر ذلك هرع العزاوي بعد ان اخذ معه فريق عمل صحفي وذهب الى المستشفى ،فوجد الفنانين المذكورين في حالة يرثى لها كما وجد اللاعب العراقي الدولي السابق جمال عباس (جمولي) يرقد معهم وهو كذلك في حالة صحية خطرة وبعد ان اطلع العزاوي على وضعهم الصحي واوصى الاطباء بالاهتمام بهم قام في اليوم التالي بنشر تحقيقاً صحفياً عن الفنانين المرضى ومعهم اللاعب العراقي جمولي ناشد فيه وزير الثقافة ووزير الرياضة والشباب لانقاذ هؤلاء المبدعين الثلاثة المرضى الذين خدموا العراق وافنوا زهرة شبابهم وصحتهم من اجله.

 

وبالفعل جاءت في اليوم التالي لجنتان الاولى من وزارة الثقافة والثانية من وزارة الرياضة والشباب واطلعوا على اوضاعهم الصحية وقاموا باجراء اللازم ..وفي ذلك الوقت ايضا كان العزاوي يتابع عن كثب الاوضاع الصحية للفنانين عباس جميل ورضا علي قبل رحيلهم (رحمهم الله) وينشر اخبارهم ويحث الجهات المعنية بالاهتمام بهم.بارك الله واطال بعمر مبدعنا الاعلامي والصحفي المثابر سالم العزاوي الذي مازال يعمل بروح الشباب من اجل تحقيق رسالته الانسانية الصحفية الوطنية النبيلة رغم تعرضه خلال الفترة المنصرمة لوعكات صحية المت به جراء الاجهاد والتوتر الذي يخلقه العمل الصحفي في الوقت الحاضر والاخبار السيئة التي يسمعها العزاوي عن الفنانين العراقيين في داخل العراق وخارجه وهم يواجهون ظروفا صحية ومادية سيئة ...ومع ذلك والحمد لله تعافى وواصل عمله مثقلاً بهموم وطنه الجريح ..فمزيداً من التألق والابداع يا ابا النور فبجهود الخيرين الوطنيين المبدعين ستشرق شمس التحرر والمستقبل الزاهر على عراقنا الحبيب والله المعين.

محمد مجيد

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات