أصبح سكان جدة محاصرون بالإخطار التي تهدد حياتهم ، فالامطارالتي تسقط على البلدان وتحولها إلى أجواء ربيعة تدخل البهجة إلى النفوس حولتها يد الإهمال إلى شبح يخيف الأهالي فمنذ اللحظة التي يشاهدون فيها السحب تتراكم في السماء ينتابهم الشعور بالذعر والخوف , فالأربعاء الأسود لا تزال تفاصيله المؤلمة تعيش في أذهان السكان سواء ممن كانوا على مقربة من الحدث او من الذين شاهدوه عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.
ويرى مراقبون في الشأن البيئي إن جدة محاصرة بالمشاكل ولا يقتصر الأمر على ظاهرة السيول ومجاري الأدوية بل إن الأمر أصبح يتعلق بالصحة العامة والإمراض التي سوف تتفشي في السكان بسبب بحيرة المسك التي ليس لها من اسمها نصيب ، ويطالب الدكتور علي عشقي المتخصص في الشؤون البيئة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة بإزالة هذه البحيرة نظرا لما تحمله من مخاطر على البيئة والصحة العامة ويرى عشقي انها سوف تخلف اثار سلبية لايمكن تجاوزها في زمن بسيط
أكد عضو المجلس البلدي وعضو الغرفة التجارية في محافظة جدة بسام أخضر أن كمية المياه الموجودة ضمن حدود السد الاحترازي القريب من بحيرة الصرف الصحي تصل إلى عشرة ملايين متر مكعب.وشدد في حديث لـ «عكاظ» على أن هذه الكمية من المياه تحتاج إلى مدة تصل إلى أكثر من عشرة أشهر لسحبها بشكل يومي عبر المضخات، بشرط أن لا يدخل منطقة السد الاحترازي أي لتر من مياه البحيرة.
وأشار أخضر إلى وجود فرق بين السد الترابي لبحيرة الصرف والسد الاحترازي موضحا أن الأخير أنشئ خوفا من انهيار السد الترابي للبحيرة ولكي يستوعب كميات المياه المتجهة غربا إلى جدة من البحيرة.
وقال في هذا الصدد إنه من المحال أن تصل كمية المياه ضمن حدود السد الترابي إلى ارتفاع 14 مترا، وإلا كانت المياه ستهدد محيط البحيرة بالانهيار وعندها ستنفجر البحيرة وستدمر معها السد الترابي المحيط بها وستصل المياه إلى جدة لتغرق سكانها بالماء الملوثة.
وتساءل أخضر، كيف للسد الاحترازي أن يستوعب مياه بحيرة الصرف في حال وصل إلى 14 مترا وهو الحد الأعلى للمفيض، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة سيصبح ممتلئا بالمياه.وبرر عضو المجلس البلدي مخاوف سكان جدة من انهيار بحيرة الصرف الصحي بالقول إنها طبيعية ورد فعل لا يمكن لعاقل أن يعترضه، محملا أمانة محافظة جدة المسؤولية كاملة عن أي انهيار يحدث للبحيرة.
وكشف عن أن الأمانة لم تستجب لتحذيرات المتخصصين حيال البحيرة، كما لم تلتزم بتوصيات المجلس البلدي المثبتة في محاضره والتي رفعت إلى وزير الشؤون البلدية والقروية منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالإضافة إلى أن الأمانة لم تعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة في السابق.
وأشار أخضر إلى أن الكمية التي تسحبها المضخات من البحيرة يوميا لنقلها إلى مجرى السيل الجنوبي لا تزيد عن 30 ألف متر مكعب، ولا يمكن زيادة هذه الكمية إلا عبر وضع حلول ابتكاريه تكون قادرة على نقل ثلاثة ملايين متر مكعب يوميا لتفادي هطول الأمطار التي تساهم في زيادة كميات المياه التي يحتضنها السد الاحترازي.
وشدد أخضر على أن أي مسؤول تهاون أو تجاهل التحذيرات والنداءات التي أطلقها المجلس البلدي، يتحمل مسؤولية أي ضرر يقع على أي مواطن أو مقيم، مشيرا إلى أن جميع الحلول التي نفذتها الأمانة حتى الآن بدون جدوى ولا تتعدى محاولة الترقيعات لأخطاء جسيمة راحت فيها ممتلكات وأرواح.
ووجه عضو المجلس البلدي جميع المسؤولين إلى التحرك وإنقاذ جدة من الغرق، قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم، خصوصا مع عدم وجود مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة.
وسأل أخضر الأمانة عن مئات الملايين التي خصصت لدرء السيول والأمطار وطريقة صرفها، «إذ حتى الآن لم يكتمل مشروع الصرف الصحي ووقعنا جميعا ضحية الفساد الإداري وندفع جميعا الثمن غاليا».
وفيما يتعلق بالمياه السطحية التي تنتشر في العديد من طرق محافظة جدة لفت أخضر إلى خطورة هذه المياه التي نتجت عن تسربات مياه بحيرة الصرف الصحي وباتت تشكل خطرا كبيرا على البنية التحتية للمباني والشوارع، وكلفت الدولة مئات الملايين سنويا لسفلتة الشوارع التي تتضرر من الهبوطات، ما جعل البحيرة فعلا قنبلة موقوتة تشكل خطرا حقيقيا على السكان خوفا من انفجارها والضرر بأحياء العروس
التعليقات (0)