عجائب المــــال (2)

 ماهر حسين.

كنت قد تناولت سابقا" موضوع المال الفلسطيني بمقال بعنوان (عجائب المــــال ) حيث تناولت يومها العرض الذي تقدمت به حركة حماس لتمويل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث في ذلك الوقت كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد أوقفت موازنة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فسارعت حماس وعلى لســــان السيد خالد مشعل لعرض المــــال الحمساوي على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ويجب الإشارة إلى رفض الجبهة الشعبية لمال حماس حيث قامت الشعبية لاحقا" لذلك بحل الموضوع مع الجهة الشرعية التي تقوم بتمويلها فمن المعروف بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ...يومها استغربت موقف منظمة التحرير وأجراءها الغير موفق بالمطلق وأيدت موقف الجبهة الشعبية من مال حمــاس العجيب ...وها نحن نعود هي لعجائب المــــال (2) .
عجائب المال(2) سيركز على مقارنة بسيطة بين المال المتوافر في غزة المحاصرة والتي تقودها حركة حماس وبالمقابل على الإشكاليات المالية التي تعانيها السلطة الوطنية بفعل احتجاز اسرائيل للمال الفلسطيني .

فغزة المحاصرة ...غزة التي تقودها حمـــاس...حماس حليفة إيران المعادية للغرب ...حماس ذات العلاقة مع نظام القمع السوري .... حماس التي انقلبت على الشرعية الفلسطينية ... في غزة التي يصرح منها الدكتور الزهــــار كل يوم عن ضرورة عدم الاعتراف بالقرارات الدولية وعدم التعاطي مع الرباعية الدولية وعد التنسيق مع إسرائيل ويُصرح الزهار ومعه العديد من قيادات حمــــاس وبشكل يومي أن التسوية فاشلة وأنه لا سلام مع إسرائيل وووو ...غزة المحاصرة التي يعيش أهلها الكرام الأعزاء الصعوبات المالية وصعوبات الحياة التي تتزايد عليهم كل يوم ...غزة المحاصرة والتي تخضع لحكومة حمـــاس ...غزة يتوافر بها المال الحلال الحمساوي بلا مشاكل وخاصة لأتباع حماس وأنصارها بغزة ...فحماس تقوم بتسديد رواتب موظفيها في حكومة الانقلاب و الذين يزيد عددهم عن 40 ألف موظف ..بالإضافة إلى مصاريف حماس الخاصة والكبيرة جدا" .... ويؤكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيه بان حماس تقوم بدفع رواتب سنوية مقدارهـــا 250 مليون دولار!!!! ويشير إسماعيل هنية إلى انه يخصص مبلغ 30 مليون دولار سنويا" لدعم القدس!!!!!!!.
حماس التي يعتقد البعض بأنها محاصرة على خلفية موقفها ونهجها السياسي ..تمتلك من مصادر التمويل ما لا تقدر عليه دول وسلطات شرعية ...الإخوان المسلمين والمنظمات الخيرية والزكاة والمساعدات هي مصادر حلال وبل حلال جدا" لتمويل حماس و بالإضافة إلى المعابر والضرائب المفروضة على البضائع القادمة لغزة والكهرباء وتجارة الأنفاق التي تدر على حماس الكثير ومشاريع حماس في غزة ..هناك إسكان وفنادق ومجمع تجاري ومزارع وأراضي بالإضافة بالطبع إلى الدعم الإقليمي الذي تتلقاه حمــــاس وبشكل خاص من إيران الساعية لدور في المنطقة العربية وعبر بوابة فلسطين كما هو الحال بلبنان وسوريا والعراق .
حماس التي تحكم غزة المحاصرة لا تواجه مشاكل مالية ...حماس محاصرة وغزة محاصرة ولكن لا يوجد مشاكل مالية !!!!!! وبل أن حماس المحاصرة في غزة المحاصرة تقوم بتخصيص مبلغ 300 مليون دولار لدعم للقدس !!!!!!!
حقـــا" إنها عجائب المــــال !!!!!!!
في المقـــابل فان السلطة الشرعية والتي تعمل حسب المعايير الدولية والتي يتم مراقبة حساباتها ومشاريعها وأوجه الصرف بهــــا حيث يجري تدقيق العمـــل بها من خلال منظمات دولية ومؤسسات مختصة بالإضافة إلى الرقابة الداخلية من قبل الرئاسة والحكومة ....السلطة التي تلتزم بقرارات الشرعية الدولية ...السلطة التي تقوم بالتنسيق مع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ...السلطة التي تقوم بالتعاطي مع المبادرات السياسية وتعمل مع كل دول العالم لإحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وحسب ما تقرره الشرعية الدولية ...السلطة التي ترفض الإرهاب وتحاربه وتؤمن بالمقاومة الشعبية السلمية لتحقيق الأهداف ...السلطة التي تعتبر أن التحرك السياسي والمفاوضات إستراتيجية فلا تهدد بصواريخ ولا مواجهــــات ولا عمليات ....السلطة التي يعترف العالم بُحسن إدارتها وشفافيتها هي السلطة التي تواجه مشكلة مادية كبرى تعيق تمويلها للرواتب وللمشاريع ...المشاكل المالية الفلسطينية نابعة من احتجاز إسرائيل الغير مشروع للمال الفلسطيني ...فبأي حق يتم احتجاز الأموال الفلسطينية !!! ولصالح من إضعاف هذا النموذج المشرف للعمل من اجل الاستقرار بالمنطقة!!!! ...هل تفهم إسرائيل معنى احتجاز المال الفلسطيني وإضعاف السلطة وعدم قدرتها على القيام بواجباتها اتجاه شعبنا!!!! هل يفهم العالم معنى أن تواجه السلطة بموقفها مشاكل مالية بفعل احتجاز إسرائيل للمال الفلسطيني !!!! هل يفهم العالم تأثير هذا علينا وعلى إيماننا بالحل السياسي !!!!إن إسرائيل بهذا الفعل البلطجي تريد الانفلات والفوضى لتجد مهرب من عزلتها وبالمقابل هل يفهم العالم تسديد رواتب حماس وعدم تسديد رواتب السلطة !!!!!! ....إن الموقف الفلسطيني مستند إلى الشرعية الدولية والى الرغبة الحقيقية بالسلام وبالدولة فلم يحمل الرئيس بندقية عندما توجه للأمم المتحدة وإنما حمل موقفه الصلب ومعاناة شعبنا وحقوقنـــا ... حمل السيد الرئيس كلمة الشعب وموقف الشعب الساعي للسلام وللحرية وللدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ...فهل نعاقب على رغبتنا بالدولة وعلى دعمنا للسلام !!!!!!
كم هو عجيب هذا العالم وبل كم هو ظالم هذا العالم !!!!!

هذه البلطجة الإسرائيلية تضر بإسرائيل وكما تضر بنا ...هذه البلطجة تضر بمستقبل الشعبين وليس بمستقبلنا فقط وعلى إسرائيل أن تتوقف عن هذه البلطجة وأن تستجيب لمنطق الحق ..فمالنا لنا ودولتنا قادمة ....ونقول للعالم أجمع وبكل المؤسسات الدولية بأن الموقف الإسرائيلي يجب أن يواجه وبقوة وبعيدا" عن الحسابات الانتخابية لهذا الرئيس ولذاك الحزب ....كفى بلطجة ولنسعى للتقدم إلى السلام بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .