ان نظريةعثمان (نظرية الاختراق من مؤخرة العدو) لا تزال تدرس في كلية الاركان في كامبرلي, فقد اعتمد السيد عثمان دقنة علي اسلوب نشر الكمائن للعدو ووضع طعم لجذب عدوه الي ارض القتل المفضلة حلث يبدا العدو بمطاردة الانصار وفجاة تظهر قوات دقنة المختبئة لتخترق اضعف نقطة للعدو في المؤخرة.
هنلك مثال عجيب لتكتيكات هذاه العبقرية العسكرية ففي معركة كرري نصب دقنة كميناً رهيبا للقوات البريطانية فقد خبأ قواته الرئيسية الضاربة داخل خور شمبات ووضع بضعة مقاتلين في اعلي الخور سادا الطريق الي امدرمان فهجم البريطانيون علي هؤلاء المقاتلين دون ان ينتبه للقوة المختبئة في الخور ... اندفع البريطانبون نخو الخور بقوة صدمة الجياد التي انطلقت بأقصي سرعتها ووصلت الي الي الخور فجأة برزت قوة دقنة من من تحت الارض وابادت الكتيبة البريطانية ولم ينجو سوي القليل منها.
بعد سنوات سأل تشرشل احد قادة السفن المدرعة (كابتن بيتي) الذي شارك في معركة كرري فأجابه. (لقد رايت من ظهر السفينة كمين عثمان دقنة ولم افهم غرضه الي ان رايتكم تندفعون نحوه و خفت ان اطلقت نيران المدافع الرشاشة ان تصيبكم).
فسأله تشرشل: (كيف كان منظرنا) ..؟
اجاب كابتن بتي: (اه يا صديقي لقد كنتم مثل الارز عندما يوضع علي الزيت الحار ..)
خلال فترة نضال المهدية ضد الإحتلال الأجنبي حتى دخول الجيش الإنجليزي أرض المعركة مدرعاً بأحدث ما أنتجته المصانع الأوروبية من أسلحة. انتصر الإنجليز على الباسل عثمان دقنة وقواته في التيب، ثم عام 1885 في تهشيم وتوفريك. في مارس 1891 كانت قاصمة الظهر بإحتلال الجيش المصري يقوده البريطانيون لتوكر بعد سقوط مركز عثمان وأنصاره في افافيت. أجبر عثمان دقنة بعدها على الانتقال إلى ادراما على نهر أتبرا، ثم تبع ذلك الإحتلال الإيطالي لكسلا. شارك عثمان في مقاومة القوات الغازية بقيادة كتشنر أولاً في واقعة أتبرا تحت قيادة محمود ود أحمد الأصغر سناً والأقل حنكة ودراية، وثانياً في واقعة كرري، وثالثاً في واقعة أم دبيكرات. نجا عثمان وإتجه نحو الشرق بغرض إعادة الكرة على الغزاة إلا أنه اعتقل في جبال البحر الأحمر سنة 1900، وسجن في مصر حتى عام 1908، ثم في حلفا حتى توفى بها سنة 1926. كان عثمان دقنة أشهر قادة المهدية في الخارج حيث زاع سيطه كمقاتل شرس ومراوغ، وفي الداخل كان سيد أرضه. لم يُعزل كما عُزل قادة المهدي ولم ينُقل إلى غير جهته، وحتى عندما كان أبو قرجة يشاركه السلطة أو كانت أمانة الخليفة عبد الله قائمة عليهما معاً كان موقفه من الثورة ثابتاً وكانت لا تعوض مكانته مكانة أخرى (مذكرات عثمان دقنة؛ تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم، 1991: 10 – 11).
التعليقات (0)