عتاب
الشاعرة والصديقة س.السعيود ..النمسا
أضحى التنــأئي بديلا عن تدانـــــــيــــنا
و صار أقربنا بالبعـــــد يبلــــــــــــيـــــــنا
غاب الأحبّــة هذا البحر يفصــــــــــــلنا
حتّى الزوارق ضاعتْ و هْيَ ترسينــا
لـو ينطق البحرُ يحكي ما حكى أبــــدًا
منــذُ القرونِ التي كانتْ تواليــــــــــــــنا
منـــذُ اختفاء عيون النور في بلـــــــدٍ
حمراء قصـر به شــدّ الملايينـــــــــــــا
ما أزهرتْ بفؤادِ العُرْبِ سوســـــــنةٌ
ولا وجدنا بحرِّ الشمس يقطيـــــــــــــنا
يحكي الزمان أكاذيـــــــــــــبًا ملفّقــــــةً
ماكان قصدُه إلاّ أن يُبّكيــــــــــــــــــنا
قدْ قيل عنّا جميل القول في زمـــــــنٍ
كانت حضـــارتنا مجدا يحيّينــــــــــــــا
كانتْ وكانتْ و كانت ،يا حماقتــَــــــــــنا
مــن ذا من السطلِ و الأوهام ينجيـــنا
هذي خرافتُهم لوْ لمْ تكنْ كذبـــــــــًـــا
كنّا رأينا بها من بعضِ ماضيــــــــــنا
و كان للشعر بعضا من خلاصتـــــــــها
لا بعض قافيةٍ تَبــكي و ترثيـــــــــــنا
“قفا لنبكي” وما نبــــــــكي سوى قـــــدرًا
قد أخّر القوم في ماضٍ تبنّيْنــــــــــــــا
لكنّنا في حضيض العمرِ نســــــــــأله
هل ينهض الكفر و الإسلامُ راعـــــــــينا !
أم أنّنا بمراث النسْب نحسبـــــــــــــه
كلّ الذي كسبت عنّا أياديـــــــــــــــــــنا
فالعلم نتركه للغــــــــــــــــرب يكفلـــــه
و النــــوم مكسبنا نحيا به حيــــــــــــــــنا
جاء القضاءُ هنا و اختارنا عربـــــــــــا
ليت السماء تُمتنا ثمّ تحيــــــــــــــينا
علّ الذي صنع الاقدارَ يرجعـــــــــــــــنا
طيرا بعودتها تلقى أفانيــــــــــــــــــــنا
لا خير في رجل لا ثوبَ يصنعــــــه
لا قمحَ يزرعه قد صارَ مسكيــــــــــنا
أمواله بيد الأغراب تخدمـــــــــــــــــهم
و أرضه بدماءِ الحربِ تأذيـــــــــــــــنا
أحلامُه لم تعد للعصر حافظــــــــــــــةً
و لم يجدْ بفضاء الحبّ نسريـــــــــــــنا
جنى علينا فصرنا بضعَ سِلعتـــــــــــه
نبكي الحظوظ و ننسى من يعادينـــــــــا
تخلّفٌ لم يعد يلقى لـــــــــــــــــهُ بدلا
يمتّد في الجسدِ المنخورِ يدميــــــــــــنا
نعالج الظلمَ ياتي الجهلُ يجلدنــــــــــــا
نعالج الجهلَ ياتي القبحُ يكوينــــــــــــــــا
ما أزهرَ الوردُ منذ التفّ شـــــــوك أسى
لم نلقَ بالروض فلاً أوْ رياحيـــــــــــــنا
لم نسق منذ بدايات الهوى عســـــــــلا
ولا نرى لبنا في الحوض يرويـــــــــنا
يزدادُ حزني اذا مالطفل يعذلنـــــــــــــــــا
فيطرح القلبُ احزانًا و تابيـــــــــــــــــــنا
هل أكتبُ الشعرَ شعرَ الحبّ في بـــلـــدٍ
لا حبّ يجمعه شلّت أيادينـــــــــــــــــــــــا
حتى اليراع و حتى الحبر انكــــــــــره
من كان يؤمنُ انّ الحبرَ ينجيـــــــــــنا
من كان يؤمن أنّ الشعرَ مئذنــــــــــة
منها نطلّ كما شاءتْ امانينــــــــــــــــا
واحسرتاه ويا خوفي ويا خجــــــــلي
ان يصبح الطفل مرثينا و هاجـــــــــينا
التعليقات (0)