إذا دخلت حديقة كبيرة تمتلئ بالأشجار والزهور والجداول والثمار المختلفة فسوف تتجول فيها لترى أكثر ما فيها ليزيد استمتاعك وكذلك المعرفة كلما دخلت في مجال من مجالاتها أحببت أن تجوب في مجال آخر أو تتزود في أي مجال تختاره بقدر ما تستطيع حيث أن كل علم لا حد له ولا ينتهي مهما عرفت من علومه. إن العلم الذي تفرع وتضخم لا يمكن لفرد أن يحيط به أو يدعي المعرفة الحقة به, وكلما زاد علمه أدرك أن ما غاب عنه أكبر مما علم بآلاف المرات, ولذلك فالعلم الآن تجميع عجيب وضخم جدا للمعرفة البشرية الفردية, ينتج عنه تقدم في الحضارة الإنسانية تكاد تختفي فيه الإسهامات البشرية الفردية وكان من قبل مجالا لإظهار المواهب والعبقرية. وكلنا يعرف من الذي اخترع أول مصباح كهربائي أو اخترع الراديو أو اكتشف الذرة ولكننا الآن نري أعظم من كل هذه الاختراعات التي أصبحت بدائية ولا تقارن بالعجائب التي نراها الآن من المخترعات والعلوم الفضائية والحيوية والعلاجية مما لا يحصره حصر ولا يتصوره إنسان. إن المقارنة بين مخترع اليوم ومخترع الأمس ظالمة للعباقرة في الخمسين سنة الأخيرة حيث التقدم صار أسرع من الملاحقة والاكتشافات أصبت جماعية لفرق العلم وليست وليدة فكر عالم عبقري واحد يعرف اسمه كل الناس.
التعليقات (0)