قال لي أحدهم وظف فلانا فنحن نعلم أنه يسرق ولكنه سوف يربح ويجعلك تربح ولا توظف شريفا أمينا لا يجيد القيادة فيخسر ويجعلك تخسر معه.....قلت ولماذا لا أبحث عن موظف يجيد القيادة ويكون أمينا ويربح حلالا وأربح معه؟ دار هذه النقاش بيني وبين أحد التجار منذ عشرين عاما.......تذكرت هذا وأنا أسمع لأول مرة قصة برج القاهرة الذي كانت قصته ثلاثة ملايين جنيها هي رشوة قدمت للزعيم الحقيقي عبد الناصر فخصصها لبناء برج القاهرة لأنها من وجهة نظره ليست من حقه ولا هي رزق حلال.....ثارت في عقلي مقارنة بين من يبحث عن العمولة ومن ينهب وبين من يسرق ويعلم معاونيه ورجاله السرقة....شتان بين شريف ومختلس....هكذا كان عبد الناصر معلما في حياته وبعد انتقاله إلى رحمة الله منذ أكثر من أربعين عاما.....رحمه الله.....لو كانت مصر قد سارت على هذا النهج الشريف العفيف وبهذه الرجولة الصعيدية وبهذا الإيمان (ونعتذر عن كلمة لو التي تفتح عمل الشيطان).......لا جواب عندي لفعل الشرط بل هو في قلب كل مصري....الاستقامة هي عماد بناء الأمة وكل ربح بغير هذا الطريق القويم خسارة مؤكدة في آخر الأمر....وكل ربح قليل في ظل الشرف والأمانة هو ربح كثير جدا في نهاية الأمر لأنه بناء لأمة يبارك الله في عملها ورزقها ....اللهم اخلفنا بعد عبد الناصر من يسلك طريقه
التعليقات (0)