الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر
إسم إختلف حوله الكثيرون , مابين مؤيد لدرجة التقديس ومعارض لدرجة وصلت فى بعض احيانها لإتهامه بمحاربة الإسلام
وربما كان مؤيدوه هم من أوصلوه لهاتين الدرجتين
فتقديسهم له وإطلاق لقب ناصرى على من يؤيده قد جعل منه شخصا مقدسا لا يجوز نقده او الإقتراب من سيرته باى سوء
وربما هذه الهاله التى فرضها أتباعه عليه كانت السبب الرئيسى لإتخاذ موقف مضاد ممن يرون أن عبد الناصر أخطأ أخطاءا قاتلة دفعت به إلى الجانب الآخر حيث أعداء الوطن والدين
وربما نجد البعض ممن تأخذهم الحماسة فى الدفاع عنه قد يسيئون له عندما يتصوروا بأنه غير قابل للنقد والتحليل وان ماقام به من كفاح ضد المستعمر الإنجليزى والقيام بالثورة كفيلا بأن نغفر له كل أخطائه ,
وتناسوا جميعا بان عبد الناصر لم يكن وحيدا فى كفاحه ضد المستعمر ولا يمكن لأحد إختزال الثورة فى شخص عبد الناصر
ونعود ... لنقول :
إن عبد الناصر ماقبل الثورة ومابعدها... شخصان مختلفان تمام الإختلاف
عبد الناصر ... المناضل
لا يختلف احد حول وطنية هذا الضابط الصعيدى المناضل الذى ينتمى لأسرة مصرية بسيطة
وكان حبه وعشقه لتراب بلده عظيما وأمنيته التى كانت هى امنية كل مصرى حر يأبى إلا أن يرى تراب بلده تفوح منه رائحة الحرية وأن يتنفس هوائها وان يحيا ويرى أبنائه ينعمون بها حتى وإن كلفه ذلك حياته ودمه الذى لن يتوانى فى بذله فى سبيل هذا الهدف الأغلى والأسمى.
وكيف السبيل إلى هذا الهدف وهذه الأمنية الغالية ؟!
وشمس بلادنا تسطع فى خجل وكأنها عذراء خدش حياؤها
وشباب هذه الأمة يشعر بالخجل والمهانة , فكان الحلم الذى يسيطر على جميع طوائف الشعب الحر مهما إختلفت أطيافه
فهذا المسلم الذى يرى فى إحتلال بلده وعدم مقاومة هذا المحتل كبيرة لا تغتفر إلا بالجهاد ضد هذا المحتل لإخراجه من أرضه مهما كلفه ذلك , فهو يرى ويؤمن بأنه فائز ومنتصر لا محالة ... فإما النصر والتحرر , أو الشهادة والفوز برضوان الله تعالى .
ثم تجد أطياف الشعب المختلفة كل على حسب صدقه وإيمانه بقضيته العادلة فنجد فى النهاية ... هذا الشاب يقف فى خندق واحد مع الإخوان المسلمين ولما لا وهو شاب مسلم يرى فى دينه العزة والرفعة
فالإسلام والتدين هو السبيل لتحرر هذه الأمة فتجده إخوانيا ولا ينكر هذا الإنتماء فى بدايته
وتكتل الجميع من أجل هدف واحد .... وهو الحرية
وكان لهم ماأرادوا ... فكانت الحرية ... وأكثر
عبد الناصر ...الزعيم
فوجد هؤلاء الفتية أنفسهم وقد أوقعهم قدرهم فى اكبر فتنة تعرضوا لها , ولما لا ؟؟؟ وحكم مصر الآن أصبح واقعا لا يمكن لأحد منهم التخلى والتنصل منه .
فالثورة نجحت .. وأحلام هؤلاء الشباب لم تعد محصورة فى طرد المستعمر والملك العميل .. ولكن الأمر تجاوز كل ذلك بكثير
وكانت هنا .. نقطة الخلاف والإختلاف
فقد تخلى هؤلاء الفتية عن مبادئهم , وإشتروا الحياة الدنيا بكل مافيها من نعيم وبذخ بالمبادىء التى تعاهدوا على تحقيقها ووضعوا أيديهم فوق المصحف الشريف وأقسموا بالله العظيم على بذل أرواحهم فداءا لدينهم وأرضهم وعرضهم
تخلوا جميعا عن هذه المبادىء
وهذا هو الشاب الصعيدى ومعه أكبر فتنة عرفها وإنزلقت قدمه فى الهاوية....
نعم بكل تأكيد هاوية سحيقة لم يستطع النهوض منها
حبه لذاته وشهوة الحكم والسلطة جعلوا منه شخصا آخر غير ذى قبل
تنازل عن مبادئه , وباع أفكاره وإنتمائه لخير أمة وإستبدلهم ببعض الشعارات التى تصور بانه ستجعله مخلدا فى هذه الدنيا
فتبنى أفكارا شيوعيه وإنغمس فيها حتى أذنيه
تصور نفسه زعيما للمستضعفين فى الأرض ووالى جيفارا وشلته
أقحم نفسه فى نزاعات أضعفته وأوهنت قوته لا لشيء سوى أن يطلق إسمه على شوارع فى كاراكاس أو حتى فى أدغال إفريقيا
قام وبكل أسف بإختيار عناصر فاسدة فى معاونته فى حكم أكبر دولة عربية وإفريقية , فكان الإنهيار السريع
لم يفق ولم يتراجع عن اخطائه بل تمادى فيها فكانت .... النهاية
عبد الناصر... صريع حب الذات
هذا بإختصار شديد عبد الناصر ... ماله وماعليه .
التعليقات (0)