معظم - إن لم يكن كل - الأحزاب في مصر لا يريدون سوي زيادة قطعة الجاتوه التي يحن ويتركها لهم الحزب الوطني علي المائدة بعد أن يشبع ، أما الإخوان فلا تلزمهم تلك البقايا والفتات لأن مائدتهم عامرة فهم ينفقون نفقة من لا يخاف الفقر وهم ينظرون للجميع نظرة المستغني وهذا لا يغريه فتات الموائد لأنه يري أنه أحق بالمائدة - أو مصر - كلها ! ، وتستعذب الجماعة ما يحدث لها فهم يرونه جهاد في سبيل الله وإن كان في حقيقته جهاد في سبيل إلتهام المائدة أو الوطن بمن فيه وعليه . ولا غرابة في موقف الأحزاب من دعوة البرادعي لأنه جاء وعري وكشف جميع المنتفعين ولذلك فموقفهم إنساني وطبيعي ، فهذا رجل جاء ويده ورأسه نظيفه من البطحات ثم أحدث زخما شديدا ولم يعقد صفقات ولم يجلس في "حالات الحوار" ، لذلك أري أنه لو إستجابت الأحزاب لدعوة البرادعي سينطبق عليها عنوان إحدي مقالات أستاذنا سلامة أحمد سلامة " تمرد القرد علي صاحبه " والتي كان يشبه بها العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ، وأستغرب فقط من موقف الناصريين لأنني أظن أن الرئيس عبدالناصر لو إستطاع أن يرسل رسالة لقال لكل الناصريين " مصلحة مصر أهم من إنتقادي فدعموا كل من يريد مصر دولة ديموقراطية " ، فكما قرأنا منذ سنوات أن الجنين - المسكين - في بطن أمه يبايع الرئيس مبارك فإن الرئيس عبدالناصر - وليس الناصريين - في قبره يدعم فعلا البرادعي ! .
التعليقات (0)