مواضيع اليوم

عبد الناصر و الأحزاب في سورية .. رؤية جديدة

نزار يوسف

2019-04-18 09:01:53

0


معظمنا يعرف ظروف و تاريخ قيام الوحدة بين مصر و سورية  و ظروف قيامها و حيثياتها التي امتدت حولي الثلاث من السنين و ملابساتها و ظروف إخفاقها الذي انتهى بالانفصال .

في الواقع لقد  قيل الكثير حول ملابسات الوحدة السورية المصرية و حول إخفاقاتها التي انتهت بالانفصال و هي جملة عوامل عدة تم تداولها في المقالات و الكتب و البرامج الإعلامية السياسية لن نكررها هنا بغض النظر عن مصداقيتها و أثرها من عدمه .. لكن أريد هنا أن أتطرق إلى قضية ثابتة معروفة للجميع و هي أن الرئيس جمال عبد الناصر عندما ذهب الوفد السورية على مصر و عرض عليه مشروع الوحدة السورية المصرية بإلحاح طلب أو اشترط عليهم حل جميع الأحزاب السورية التي تعمل في مجال السياسة و تم قبول هذا الطلب على الأقل من الطرف السورية و ليس كل الأحزاب التي رفضت ذلك الأمر و اعتبرت نفسها غير معنية بشيء من هذا القبيل أو بسبب أن الأمر جرى دون استشارتها كالحزب الشيوعي و الحزب القومي السوري الاجتماعي .

لقد كانت رؤية عبد الناصر في مسألة حل الأحزاب في سورية هي الحفاظ على هذه الوحدة و منعها من السقوط في التجاذبات السياسية للأحزاب السورية و تقوي مركزه كرئيس و تجعل قراره مركزياً لا يعترض عليه أحد و لا يكون عرضة للأخذ و الرد .. لكن و بالرغم من كل ذلك سقطت الوحدة المصرية السورية و تم الانفصال بأيدي سورية حصراً بالرغم من تحييد و حل كل الأحزاب السورية عن السياسة ؟؟!!

برأيي أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم ينتبه إلى نقطة هامة جداً و هذا لا يعني قصوراً في الخبرة السياسية أو قلة خبرة فهو الخبير المحنك في السياسة و القيادة لكن هذه النقطة بالذات هي بالفعل تعد مفصل مخفي قد يغيب عن صناع القرار في لحظات مصيرية حاسمة كتلك التي حدثت عند اجتماع وفد الضباط السوريين مع عبد الناصر و عرض مشروع الوحدة .

هذه النقطة المخفية يجليها السؤال التالي .. ماذا لو لم يحل عبد الناصر الأحزاب في سورية و أبقاها كما هي ؟؟!! .. الجواب المنطقي برأيي ربما يكون صادماً و غير متوقع و هو أن الوحدة المصرية السورية كانت ستستمر طويلاً لسببين أساسيين ..

ـ الأول .. سماح عبد الناصر للأحزاب بممارسة نشاطها المعتاد سيجعلها في حرج من معاداته .

ـ الثاني .. سماح عبد الناصر للأحزاب بممارسة عملها سيجعلها ظاهرة للعيان و سياستها مكشوفة للعلن لا يمكنها إخفاؤها و بالتالي فإن أي عمل عدائي للوحدة السورية المصرية سيبدو واضحاً جلياً و هو ما ظهر عكسه تماماً حين حلت الأحزاب جميعها .. إذا بدأ كل منها يعمل بالخفاء و بصمت ( بغض النظر عن وجهة نظر كل منها في ذلك ) .

ـ الثالث و هو الأهم من كل ما سبق .. سماح عبد الناصر للأحزاب بالعمل سيمنع كل منها العمل ضد الوحدة أو على الأقل أن يكون هو المتسبب في الانفصال فأي حزب مهما كان لا يريد أن يحمل عار الانفصال لوحده من بين بقي الأحزاب .

يقال أن الضابط الانكليزي المعروف بـ لورانس العرب عندما أراد اختيار حرسه الخاص و أدلاءه في الصحراء .. اختار من قبيلة عربية شخص واحد و قد حمى نفسه بذلك لأن لا أحد من القبالئل العربية كان يريد تحمل خيانة لورانس لوحده أو الغدر به أو التقاعس عن حمايته .

تبعً لذلك و بناء عليه و عليه بناء فهل كنا سنرى مثلاً أحد أبناء عبد الناصر على رأس الجمهورية المتحدة إلى الآن ؟؟؟؟!!!!! سؤال افتراضي لكن له حيثياته .

نزار يوسف .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !