عبد الكريم نبيل سليمان هو مواطن مصرى لكنه فى لحظة غضب قوى الظلام فى مصر أصبح ضحية لها ولفكر الكراهية الذى يعشعش فى رؤوسها ، عبد الكريم مواطن أحترم إنسانيته وكتب ما رآه بغض النظر عن دينه أو مذهبه فى أحداث الأسكندرية ، كتب بأعتباره إنسان مصرى له قيم إنسانية لا يختلف عليها إلا أتباع شياطين الكراهية ، لكن قوى الطغيان المصرى بشتى إنتماءاتها لم يرضيها أن يتجرأ ويعبر شاب عن رأيه أو يصف ما يراه من أحداث دون رياء أو زيف أو خداع ويخرج على طاعتهم ، كشف الحقيقة التى لم تعجب قوى الطغيان التى أعتادت تزوير الحقائق واللعب بمشاعر المواطنين ، تلك القوى دفعت قوى الأمن إلى إعتقال عبد الكريم نبيل سليمان منذ أحداث الأسكندرية وحتى الآن ولا أحد يعرف عن مكانه شئ ولا توجد ضده أى تهم ، وتوالت الأقلام الحرة تدافع عن قلم الشاب الكبير عبد الكريم سليمان حتى يتم الإفراج عنه ليعود حراً فى مصر الإنسانية المنتشرة فى كل مكان فى العالم .
تعتقل قوى الطغيان عبد الكريم سليمان لأنه وصف الواقع والحقيقة ، لكنهم يتركون من يشعلون بذور الكراهية الدينية طلاقاء يفعلون ما يشاءون فى مختلف وسائل الإعلام ويبثون سمومهم خاصة فى الصحف العربية والمصرية دون تعليق من مفكرى مصر وكأن مصر أختفى منها المفكرين ولم يتبقى فيها إلا تلك النخبة التى يرضى عنها النظام وقوى الطغيان المتوارى فى الظلام .
أصبح لسان حال الجميع هو تبرير ثقافة الكراهية والعنصرية الطائفية وسط النفاق العام الذى يلعب على أوتاره النظام السياسى ويلعب بنار الدين وكأنه لا يدرك أن تلك النار ستأتى على الأخضر واليابس فى مصر .
لماذا كل هذا الخوف والرعب الذى يعانى منه جهلة الدين والدولة فى مصر ؟ لماذا يخافون وترتعد مفاصلهم من مقالات شاب فى الواحد والعشرين من عمره يكتب بإخلاص كشاهد عيان لحادثة وقعت أمامه بكل تفاصيلها المأساوية والحالة الهستيرية التى تملكت هؤلاء " البشر " فى شوارع الأسكندرية ؟
الأعتقال هى أسوأ كلمة فى تاريخ وزارة الداخلية والخارجية المصرية المعاصر التى تُلطخ بها وجهها الوهابى ، وإعتقال شاب كل ما أخطأ فيه أنه كتب وروى بإخلاص ما رأته عيناه من أحداث أبسط ما يقال عنها أنها جريمة فى حق نظام الرئيس مبارك.
هذا الأعتقال يترك علامات أستفهام كثيرة منها : هل هناك ثأر قديم بين المسلمين والمسيحيين ؟ لماذا يستغل الكثيرين القوانين ووسائل الإعلام والسلطة للهجوم على المسيحيين بأعتبار أن مصر ليست مصرية بل إسلامية ؟ لماذا يصدق الناس الإشاعات أو بعبارة أدق كل ما يقال لهم فى أماكن العبادة ووسائل الإعلام ويعتبرونه مبرراً لقتل وتخريب ممتلكات الآخرين ؟ لماذا يجعل المصريون مشاعرهم الدينية تحتقن وتخلق منهم إرهابيون وقتلة وبلطجية ؟ هل الشعب المصرى تحكمه الحقوق الإنسانية أم الحقوق الدينية ؟ لماذا يفقد أتباع الوهابية فى الشارع والسلطة المصرية رشدهم وتوازنهم حتى يذهبوا مثل لصوص الظلام إلى منزل شاب مصرى لإعتقاله بدون تهمة ومستمر حبسه وما أدراك ما يمكن أن يحدث له من أمراء الأجهزة الأمنية وغيرها فى مصر المغلوبة على أمرها ؟ لماذا يتورط النظام المصرى ويسحق حضارته الإنسانية بأقدام نظام أمنى وسياسى مخترق من الوهابية وعقائدها ؟ لماذا لا يعيش الجميع مصريين فقط بشر لهم عقائدهم وأفكارهم المختلفة لكنهم إخوة بحق فى الوطن الواحد ؟
لماذا نترك أصحاب الحقد والكراهية والصوت العالى أن يغتالوا القيم الإنسانية التى زرعها الإله الحقيقى فى قلوب البشر من محبة وأخوة ؟ لماذا يتنكر الجميع لهذه القيم تحت تأثير مشاعر الغيظ والثأر والأنتقام ؟ لماذا يجعلون المحبة محظورة والكراهية مباحة فى قلوب المتدينين ؟ لماذا يخضع الجميع ويصبحون عبيداً للشعارات الدينية ولمن يستغلوها فى أغراضهم السياسية والتصفيات العرقية ؟
ننتظر أن يرجع النظام إلى صوابه ويبتعد عن ممارساته الخفية عن الأعين والتى يشمئز منها كل بشر يملك ضميراً حياً ، تلك الممارسات التى هى خليط من الأنتهازية والنفعية والأبتزاز لمشاعر المواطنين الدينية والإنسانية .
متى يعلن رجال الأمن ورجال السلطة أنهم أفرجوا عن الشاب المصرى عبد الكريم سليمان وأنهم أخطأوا فى إعتقالهم شاب برئ لأن مصادرهم فى التحرى ومن أوعز لهم بعملية الإعتقال كانت مصادر خاطئة ؟ متى نقرأ ونسمع ونشاهد مثل هذا الإعلان ؟
2005 / 11 / 13
التعليقات (0)