قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ...؟
( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم ( 14 ))
د. هاني مكروم
" النفاق في حقيقته طاعون عقلي ملعون، وهو موجود على طول التاريخ في حالة مد وجزر، ولكن العجيب هو أمر الناس في هذا العصر. لقد كان المنافق في الماضي حريصاً على التخفي لأنه أول مَن يعرف مدى حقارة ما يفعل. أما اليوم فقد صار النفاق حرفة وتصلد وجه المنافق وانعدم حياؤه وتوجهت صفاقته لدرجة أنه أصبح لامعاً بهذه الصفة"
قال عبد الفتاح مورو أحد أبرز رموز النفاق في العصر الحديث هذا الصباح :لا بد للعالم و يقصد نفسه ، ان يبعد المقدس عن المدنس في العمل السياسي ...؟
وهو يقصد ما ينادي به اللادينيون من ضرورة فصل الدين و أوامر الله و نواهيه عن العمل السياسي الذي هو رعاية لشؤون الأمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ...؟
و بهذا المفهوم صار هؤلاء المنافقون يشكلون خطرا حقيقيا على دين التوحيد الإسلامي يتجاوز في خطورته كل أعداء الإسلام ، لأنه ضرب لكل مقومات الإيمان بالله الذي يوجب على المؤمنين (العمل بالتنزيل )
بل (و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) و إذا علمنا أن الإيمان هو ما وقر واستقر في القلب و صدقه العمل واستجابة لكل أوامر الله و نواهيه في التعاطي مع مختلف جوانب الحياة الدنيا ، علمنا بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء منافقون قد ضمنوا لأنفسهم و أتباعهم و كل من ينتخبهم لرعاية شؤون الأمة الدرك الأسفل من النار في الآخرة و خزي و مذلة في الدنيا ، وهو ما يتبدى واضحا في كل مجتمعاتنا الإسلامية التي سقطت في مكان سحيق من التخلف و الاستعمار و الحروب الأهلية المدمرة بدءا بغزة حماس و سودان الترابي و انتهاء بأفغانستان طالبان ، مع العلم أن النهضة و مورو لا يخفون تعاطفهم مع هذه التجارب الاخوانية التي أهلكت الحرث و خربت النسل و جلبت كل أنواع الكوارث لشعوبنا الإسلامية التي اغترت بخطاب هؤلاء المجرمين المنافقين أعداء الله و أعداء كتابه المبين .
التعليقات (0)