مواضيع اليوم

عبد الفتاح الفاتحي في تحقيق صحفي حول "صراع الفصحى والعامية في المغرب"

شريف هزاع

2011-04-11 11:10:35

0

في تحقيق صحفي حول "صراع الفصحى والعامية في المغرب" يسرنا أن نورد ما ورد في مجلة سيدتي

 

يقول عبـد الفتـاح الفاتحـي الكاتب العام للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية إن تأسيس جمعيتنا قبل ثلاثة أعوام جاء بعد اقتناع بأن العربية في حاجة إلى جبهة تناصرها ضد هيمنة اللغة الفرنسية سواء في الإدارة المغربية، أو في المواقف التواصلية الرسمية، حيث إن بعض الوزراء يتكلمون أمام جلالة الملك بالفرنسية، دون اللغة الرسمية للبلاد في خرق سافر للدستور المغربي.

فالدفاع عن اللغة العربية بحسبه لا يتم من منطلق إيديولوجي، عكس ما يحلو للفرنكفونيين وسمهم به "تيار عروبي محافظ"، لكنه دفاع عن هوية عريقة للمغاربة عامة. ولذلك فإنه طبيعي أن يكون رئيس الجمعية أستاذ اللغة الفرنسية سابقا بكلية علوم التربية (الدكتور موسى الشامي) إلى جانب أعضاء آخرين يُدَرِّسون لغات أجنبية أخرى.

ويرى الفاتحي أن أعداء العربية من أبناء الفرنكفونيين "أتباع حزب فرنسا"، فلجهلهم بالعربية، ونكاية بها يدعون إلى العامية بديلا في التواصل الإداري والإعلامي واليومي...، ودعوتهم لا مواطنة هاته طبيعية، لأن غالبيتهم من خريجي البعثات الأجنبية.

ويضيف "إن دفاعنا عن اللغة العربية يتأسس على منطق لساني وعلمي، لأن العربية لسان، بينما العامية "قول خاص" لا ينضبط لقانون ولا لقاعدة، لأنها ببساطة مجرد انحراف عن العربية ونِتاج انحطاط اقتصادي وثقافي مجتمعي، ونتاج عجز عن إصلاح أحوال التعليم ومحو الأمية. وعليه فإن الدعوة إلى العامية هي دعوة إلى الفوضى واللانظام.

وأكد أنه لا يمكننا جعل العربية شماعة يعلق عليها انحطاط المغرب العام، وهزالة وضعه التعليمي. مؤكدا أن الخرجات الإعلامية المسعورة في حق العربية، والتظليل بسياسة تواصل القرب، بدعوى أن العامة لا يفهمون العربية، هي ادعاءات باطلة بقوة العلم، بدليل أنه لا توجد شكوى من المصلين على اختلاف وعيهم بعدم فهمهم لخطب الجمعة التي تلقى بالفصحى.

وخلص عبد الفتاح الفاتحي إلى أن جمعيته تشجب إقدام وسائل الإعلام المرئي والمسموع باعتماد العامية في منتوجها الإعلامي والتي يصل إلى حد الابتذال المقرف، واستنكر إقدام قناة وطنية على دبلجة المسلسلات الأجنبية للعامية، حيث يتم تمرير قيم بعيدة عن قيم المجتمع المغربي.

نص التصريح الأصلي:
تأسست الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية سنة 2007، بعد اقتناع أن العربية باتت في حاجة إلى جبهة تناصرها، ذلك أن الوضع الاستعماري في الإدارة المغربية استمر، وأن المراسيم الوزارية لم يعد يعتد بها، وبعدما اقتنع الأخوة المؤسسون أن قضية اللغة العربية يجب أن تأخذ على محمل الجد من أجل مزيد من استصدار القوانين لحمايتها، وأملنا كبير أن تعكس الجمعية وجهة نظر الإجماع المغربي، ولم يكن منطلق الجمعية أي نهج إيديولوجي، بل غايتها الدفاع عن اللغة الوطنية الدستورية، وأساس الهوية المغربية، وهو ما يجعلنا ندين وسمنا بأننا نمثل توجها (عروبيا محافظا)، بدليل أن رئيس الجمعية أستاذ اللغة الفرنسية سابق بكلية علوم التربية.

حيث تنطلق الجمعية من رؤية أن عدو العربية هو الذي يجهلها، ولذلك تجد في الجمعية أساتذة للغة الفرنسية والانجليزية، لأن نهجنا مجابهة الفرانكفونيين الماسكين بمراكز القرار في المغرب باللغة التي يفهمونها "الفرنسية"، ولقناعتها أيضا أنه نكاية بالعربية، تدعو الأصوات الجاهلة للعربية إلى الدراجة، ويدعو متطرفون الأمازيغ إلى الفرنسية.

إن تأسيس الجمعية المغربية لحماية العربية كان بداعي إصرار بعض الوزراء على الحديث بالفرنسية أمام جلالة الملك، هو سلوك ترفضه قيم الوطنية واللياقة والاحترام لرمز الوطن، الذي يخطب في الشعب بالعربية.

إننا في الجمعية نعتبر أن الأصوات الداعية إلى العامية وإلى الفرنسية إنما هو ناقص وطنية، لأن الإجماع الوطني الحقيقي قد تأسس على ثوابت منصوص عليها في الدستور، وترى الجمعية أن هذه الأصوات تعكس بجلاء جيل جريجي المؤسسات اللاوطنية مدارس البعثات التي تنتظم في منهاج تعليمي غربي، ولا تجعل العربية ضمن موادها التعليمية.

إنه لا يمكن لعاقل أن يجعل العربية شماعة يعلق انحطاط البلد العام، ولا هزالة الوضع التعليمي المغربي، وتحن متيقنون بأن هذه الخرجات الإعلامية المسعورة في حق العربية إنما بغاية توجيه توصيات المجلس الأعلى للتعليم لتحقيق اختراق يمس بوضع اللغة العربية في المناهج التعليمية، وهي المعركة الحفية، في وقت يستعد فيه المجلس الأعلى إصدار مجلته حول السياسية اللغوية بالمغرب.

إن دفاعنا عن اللغة العربية يتأسس من منطلق لسني، ذلك أن العربية لسان، بينما العامية قول خاص لا ينضبط لقانون ولا لقاعدة، فهي مجرد انحراف عن العربية ونِتاج انحطاط اقتصادي وثقافي، ونتاج عجز عن إصلاح أحوال التعليم ومحو الأمية. وعليه إن الدعوة إلى العامية هي دعوة إلى الفوضى واللانظام.

لقد ظلت العربية اللغة العالمية لنقل العلوم والثقافة والآداب، لكن فشلنا في محو الأمية جعلنا ندعو إلى استبدالها بالعامية، تنفيذا لما أطلق عليه كذبا بإعلام القرب بدعوة أن العامة لا يفهمون العربية، لكن واقع الحال في خطب الجمعة ينفي ذلك تماما، كما أنه لم يسبق أن اشتكى أحد أن العربية غير مفهومة أو تعيق التواصل.

ولذلك ندين الإذاعات الخاصة والقناة الثانية حيث تشجع المتدخلين بالتحدث بالعامية، حتى تحولت إلى تجمعات لإلقاء الكلام الساقط والنابي، وكلام الشارع على مسامع الناس دون حياء، وأدنا بشدة سياسة القناة الثانية، التي تدفع الكثير من أموال الشعب لدبلجة مسلسلات أجنبية بالعامية، ولنشر قيم غريبة عن الإجماع المغربي، عبر مسلسلات ذات حمولة مسيحية.


elfathifattah@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات