مواضيع اليوم

عبد الرحمن الشوملي ترجل مقهورا ومظلوما بقلم غسان المصري

غازي أبوكشك

2011-12-25 07:22:11

0

 

عبد الرحمن الشوملي ... ترجل مقهورا ومظلوما: بقلم/ غسان المصري مدير مركز كنعان للدراسات والابحاث




 

 

 

 

 

عندما بلغ خبر وفاة المناضل الاخ عبد الرحمن الشوملي ( ابو محمد ) لجميع من عرفه وعمل معه , كان وقع الخبر فاجعة المت بالجميع , وطرقت جدران ذكريات رائعه وعظيمه , نسجها عبد الرحمن بعلاقاته مع الجميع وتميزت بمحتواها النضالي الاصيل , ومدلولها الاخوي الممزوج باصالة الانتماء والحب والوفاء للجميع , حيث كان نموذجا رائعا لدماثة اخلاقه وتميزه الدائم بالتواصل مع كل من لديه الرغبة والاستعداد للعمل متطوعا للوطن , لم يكن يبحث عن مجد او شهره عندما قدم كل ما يملك لمساعدة عائلة شهيد او جريح , وكم من الاخوه الذين اعتقلوا ولم يجدوا من يقف معهم في توكيل محام للدفاع عنهم ورعاية عائلاتهم سوى عبد الرحمن .

بالامس وعندما كانت المقبرة الشرقيه لمدينة نابلس تؤم بجمهور المشييعين لجثمان المناضل الراحل كان المشهد عظيما .. حزينا ..امتزجت فيه الدموع بمشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الرجل الذي لايمكن ان نجد في قاموس اللغة العربية ما يمكن ان ينصفه او يفيه حقه , لان الدموع التي ذرفت من قبل جميع الاخوة الشرفاء والمناضلين على ارض المقبره اغلى واثمن من اي تعبير اخرقد يتبدد مع اثير الهواء الذي لم يكن قادر على اطالة عمره ليحظى بشيء من حقه وانصافه ,حيث اثارت كلمة التأبين التي القاها الاخ اللواء عدنان الضميري المفوض العام للتوجيه السياسي اثارت جميع المشييعين وجعلت بعضهم يجهش بالبكاء ليس فقط حزنا على فراق عبد الرحمن , وانما الما ومرارة لما عاناه عبد الرحمن بعدم انصافه وتكريم مسيرته النضالية وتقدير عطاءه اللامحدود طوال اكثر من اربعين عاما .

لقد تنقل الراحل المناضل بين جميع المواقع النضالية داخل الوطن وخارجه دون ان يلتفت لشهرة او مسمى , منذ بداية سنوات شبابه المبكره لم يضيع لحظة من عمره , ولم يترك ثغرة زمنية دون ان يضيف ويراكم انجازا نضاليا لحرية وطنه وشعبه , وتمسك بحلم كبير منذ نعومة اظافره وكبر معه كلما كان يضع له بصمة عمل وتضحية وعطاء في كل يوم وفي كل موقع كان يتواجد فيه , فالجامعات الفلسطينية النجاح وبير زيت وبيت لحم والخليل وغزه تشهد له حضوره الدائم ومواقفه الوطنية بدءا من تاسيس نواة الحركة الوطنية فيها وخصوصا حركة فتح وشبيبتها الذين كان يشكل لهم الدعم والاسناد الدائم في كل متطلبات العمل النضالي والتوجيه والعطاء , حيث كان رجل الازمات والخلاص للمناضلين في الاوقات الحرجه والصعبه.

وكما هو الحال خارج المعتقلات كان عبد الرحمن رمزا من الرموز النضالية البارزه طوال سنوات اعتقاله ,اعتقل منذ بداية السبعينات , حيث تنقل من موقع الى اخر وعمل بتواصل لتعزيز صمود المناضلين المعتقلين وخاض معهم معركة البناء التنظيمي , والاضرابات عن الطعام لتحسين ظروف الاعتقال , ومواجهة العملاء , كان يحظى بمحبة الجميع ويرعاهم ,يحمل همومهم وينسى همه , يرعى صحتهم وينسى صحته هكذا كان في جميع محطاته النضاليه , في الابعاد خارج الوطن عمل في القطاع الغربي في الظل , كان الجندي المجهول الذي افتقده ابناء الارض المحتله اثناء ابعاده, وها نحن نفتقده اليوم في رحيله ولكن يجب ان نكون اوفياء له بان ننصف عائلته تكريما له , بعدما رحل وهو مقهورا لانه لم ينصف بحياته كما يؤكد جميع من عرفه , وهذا اقل ما يمكن من الواجب الوطني تجاه المناضلين .

غسان المصري / مدير مركز كنعان للدراسات والابحاث

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !