خارت قوى سيارتي وشل عطل فيها حركتها فشلت معه حركتي لست ساعات مضت انتظر في الشارع لعل عبد اللطيف يظهر في دبي..وعبد اللطيف هو الميكانكي الذي عاصر تلك السيارة الرينو التي اهداني اياها خالي عندما بلغت سن القيادة , ولم يمل او يتململ عبد اللطيف يوما من اتصالي به ليلا نهارا لاعطال تصيب السيارة ويسهل عليه اصلاحها كما لم يمل لاحقا من سيارتي الثانية التي اقتنيتها بعرق جبيني ولم تكن اسعد حظا من الرينو في اعطالها التي لا تتهي ..
اذكر منزل عبد اللطيف ومحله الصغير الذي يكاد يتسع لسيارة مع سيارتي وغالبا ما يخرج رأسه الصغير من تحت السيارة ليصرخ بوجهي كسرتي الموتور ما في شي ما كسرتي بهالسيارة ..ولكن حتى الموتور لا يحتاج مع عبداللطيف لاكثر من نصف نهار ل"يخرطه" ويعيده الى الحياة..وطبعا من الممكن ان يكتفي عبداللطيف بقبض سعر القطعة التي اشتراها من محلات القطع المستعملة فورا على ان تدفع اجرة يده لاحقا ..
يلبي عبد اللطيف زبائنه نهارا وليلا فمنزله تحت قلعة ابي سمراء هو اشبه بمنزل لطبيب اطفال لا يقفل ابوابه وجاهز دوما بحبل سيارته ل"قطر" سيارة الزبون المقطوع ....في حين يحضر عشرات الاصدقاء والمارة لمد يد العون والمساعدة للسيارة المشلولة فتحل اكبر مشكلة ب "دفغ الشباب المتحمس للسيارة وتلقيطها لتدور وتدور عجلاتها من جديد.
اخرج من العمل وادخل مفتاح السيارة الجديدة الحديثة بالمحرك فتدور ولكنها لا تتحرك ,اتصل بشركة الوكيلة للسيارة فتجيبني عاملة الهاتف بأنه يتوجب علي ان اقل سيارتي المشلولة الى مركز صيانة الشركة اسالها كيف انقلها فتسخر من سؤالي وتغلق الخط ,افهم ان علي ان اتصل بشركة اخرى لنقل السيارات المعطلة وعلي قبل ذلك ان اكون عضوة في نادي نقل السيارات المعطلة وخدمة الطرقات او سيتوجب علي دفع ما يقارب ثمن سيارتي "الرينو" في نقل سيارتي الجديدة الى مركز الشركة..بعد ساعة اصل الى من هو مستعد لنقل السيارة يأتي بعد ساعتين يفحص السيارة ويعتذر "لا استطيع نقلها تحتاج لمن يصلحها هنا" يختفي تحت السيارة لساعة جديدة ليعود ويتصل بصديق له ثم يعرض علي حضور صديقه الميكانيكي فورا الى حيث نقف مع السيارة المعطلة ..افرد ابتسامة عريضة وادعوه لدعوة الصديق بسرعة للحضور ,يطلب رقم هاتفي الخاص فصديقه سيتصل بي ,ساعة جددية ويتصل الميكانكي"حضوري الى مكانك سيكلفك ما يقارب المائة دولار " ارضخ له " احضر الان ولا تهتم : ساعة جديدة تنضم لساعات الانتظار قبل ان يحضر الميكانيكي على راس فريق من صغار الميكانيكيين ,يفتح احدهم صندوق سيارتي ويخرج فرشة استخدمها للبحر ويضعها من دون حتى سؤال تحت السيارة ويتمدد عليها ليخرج بعد اكثر من ساعة من دون اي نتيجة ,اطلب مجددا شركة نقل السيارات وانتظر ساعة اخرى ليحضر سائقها ويتعاون مع ابن عمي في نقل السيارة الى ورشة عمل الشركة الوكيلة لسيارتي الجديدة...
مضى بعد الظهر وجزء من المساء ساعة وراء ساعة بانتظار اصلاح عطل اجمع الجميع على انه بسيط لا يحتاج الا لدقائف..باتت سيارتي ليلتها خارج موقفها كما انها طبعا ستمضي نهاية عطلة نهاية الاسبوع مع ابناء جنسها في ورشة عمل تنتظر فيها مئات السيارت الدور لتفحص بعناية شبه "الهية" وتختم زيارتها بفاتورة شبه خيالية ..
ست ساعات مضت ولم يظهر عبداللطيف ,انه هناك في مدينتي الدافئة دفء اهلها ,في منزله تحت القلعة ينتظر السيارات المقطوعة ليسعفها ,انه هناك جسمه يختفي تحت سيارة في محله الصغير في باب الرمل ليخرج رأسه "عودي الى طرابلس" لا مدينة تشبهك ولادفء يساوي دف اهلك..
التعليقات (0)