عبدالرحمن منيف تاريخُ مسكوت عنه
يشكل الروائي الراحل عبدالرحمن منيف تاريخُ مسكوت عنه فهو وعبر خماسيته "مدن الملح" حفظ التاريخ وقدمه بطريقةِ أدبية قل أن يحذو حذوه أديب آخر، تلك الخماسية التي فتح العالم ذراعيه لها ونقلت للغاتِ أجنبية تكاد تختفي من على صفحات النقد الأدبي المحلي ونحنُ في القرن الواحد والعشرين وما تزال العراقيل تعرقل تسليط الضوء على تلك الرائعة من الناحية الأدبية كمنتج أدبي إنساني، في جامعتنا ال٤٢ الحكومية والخاصة لا يوجد أطروحة لدرجة الماجستير أو الدكتوراة سلطت الضوء على مدن الملح، هل لصعوبة البحث دور أو لتردي الذائقة الأدبية عند باحثي الإنترنت دور في تجاوز أسماء وأعمال عظيمة أو أن هناك أسباب أخرى.
عند قرائتك لمدن الملح ستجد التاريخ مكتوباً خصوصاً بعد اكتشاف حقول النفط وانتقال المجتمع السعودي من مرحلة إلى مرحلة جديدة مختلفة عن السابق، الفن الروائي فن أدبي جميل يتهافت عليه الشباب من الجنسين بشكلِ كبير وهذا يدعونا إلى إعادة قراءة الأعمال الأدبية القديمة والجيدة وإعادة أحيائها ليتجه الجيل الشاب إلى العمل الأدبي الذي يضيف لملكته اللغوية والتاريخية بدلاً من أعمال لا تستحق النشر وهي كثيرة كزبد البحر وهذه إحدى سلبيات العولمة التي لم تقف عند حدود الاقتصاد..
عبدالرحمن منيف الذي لن يجود الزمان بمثلهِ وجدت أعماله قبولاً من الناحية الأكاديمية في بلاد العالم لكنها لم تلقى أي اهتمام من الباحثين من أبناء جلدته فهل سيكون المستقبل حافلاً بدراسات عن ذلك المبدع الذي لم يتوقف إبداعه عند حدود مدن الملح بل تعداها ليصل إلى ثلاثية "أرض السواد" والتي تطرقت لتاريخ العراق السياسي والاجتماعي في القرن التاسع عشر وتفاعل الشخصية العراقية مع مختلف الأحداث العالمية آنذاك كهزيمة نابليون بمصر وبقايا فكر الثورة الفرنسية والاطماع الانقليزية في الشرق الأوسط وغيرها من الأحداث في تلك الفترة من التاريخ .
التعليقات (0)