عباس زكي: من خلال اعتقالي ارادت اسرائيل ان تعلن انها لا تتعاطى مع شريك فلسطيني
استضافت الحلقة الجديدة من برنامج "حديث اليوم" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، المفوض العام في الحركة للعلاقات العربية السيد عباس زكي الذي تحدث عن ظروف اعتقاله مؤخراً من قبل السلطات الاسرائيلية ومن ثم اطلاق سراحه ، وعن بعض الهموم الفلسطينية.
يقول عباس زكي: من خلال اعتقالي ارادت اسرائيل ان تعلن بشكل نهائي انها لا تتعاطى مع شريك فلسطيني ، وانها مستمرة في عدوانها ، غير آبهة لا بقرارات الشرعية الدولية ولا بروح المرحلة التي يتحدث فيها حلفاء اسرائيل مثل الولايات المتحدة الامريكية عن تسوية وعن دولة فلسطينية قابلة للحياة. وبالتالي اعتقد ان اسرائيل اخطأت باعتقالي لأني كنت امتلك حجة اقوى منها ، وحتى لم تسجل ضدي لائحة اتهام . فهم ادعوا انني شاركت في مسيرة غير شرعية ، ولكن هذه المسيرة انطلقت من بيت لحم التي نحن نحدد الشرعية فيها . ثم انهم جهلة لا يعرفون المكانة الروحية للسيد المسيح في نفوسنا ، والمسيرة كانت في يوم " أحد الشعانين" وهي مناسبة دينية اردنا ان نعبر فيها عن حرية التنقل وحرية العبادة .
واضاف : انهم لم يعتمدوا في اعتقالي سوى على الغطرسة والهيمنة والعجرفة غير المقبولة لا قانونياً ولا سياسياً. لقد كنت انا اسير في اراضي عام 1967 ، ونحن احتراماً منا للمناسبة الدينية هذه لم نصطدم بالشرطة الاسرائيلية ، بل هم الذين بدأوا الاعتداء علينا واعتقلوا حتى الحمار الذي كان معنا في المسيرة . ويبدو ان الحكومة الاسرائيلية فقدت وعيها وعقلها واستمرأت اللعب والجرائم ، وها هم يهددوا بقصف غزة وباحتلالها ثانية ، وهذا دليل على انهم اصبحوا ضعفاء.
وبشأن المقاومة الشعبية للاحتلال التي بدأت تدعو لها مؤخراً حركة فتح ذكر المسؤول الفتحاوي : لقد دخل على فتح متغير كبير نتيجة استشهاد ياسر عرفات ، والانقسام الفلسطيني، واسقاط الخيار العسكري العربي ن، وافتقاد اجواء ومناخات الثورة الفلسطينية المسلحة .. وهنا نحن لجأنا الى جعل ان لا تمر جرائم اسرائيل بصمت ، فكانت فكرة المقاومة الشعبية السلمية . ولكن هذا لا يعني انها مقاومة سلبية فقط . ان الامر يتوقف على رد الفعل الاسرائيلي .. فاذا حاول الاسرائيليون القيام بعمليات اجرامية مثلما حصل في عهد رابين عندما جرى تكسير عظام المشاركين في الانتفاضة الكبرى، فيمكن ان يكون الرد بالرصاص مثلما حدث آنذاك. نحن نتمنى ان تكون الكرة في المرمى الاسرائيلي في فترة الاربعة اشهر التي طلبها الامريكيون . نحن نريد ان نعطي مصداقية لمن يقف معنا ونود ان نقول لهم لسنا نحن مسؤولين عن تعطيل احتياجات او مصالح العالم في منطقتنا التي هي مصدر الطاقة . وبالتالي نحن نقول لكل من له مصلحة في الشرق الاوسط لقد قدمنا للسلام كل شيئ ولم نحصل من اسرائيل شيئاً.
وأكد عباس زكي ان اسرائيل حاليا في ورطة ، واضحت كأنها عبء على من انشأها او من ساعدها .. اما بخصوص خيار المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل فانه خاضع للولايات المتحدة حتى الان . فآخر زيارة لنتانياهو لواشنطن طلب منه الرئيس الامريكي اوباما ان يرد على سؤالين بسرعة. الاول _ كيف ترى القدس مقسمة بينكم وبين الفلسطينيين . والسؤال الثاني - ما هي المدة الزمنية لاحلال التسوية الشاملة . وهنا فقد نتانياهو توازنه ولم يستطع الاجابة ، لأن القدس بمفهوم نتانياهو وكل حلفائه عاصمة ابدية موحدة لاسرائيل ، ولذا كان هذا الطلب الامريكي مفجعاً بالنسبة له .. وهذا يعني ايضاً موقفاً امريكيا جديداً . اما بالنسبة لسؤال المدة الزمنية فالاسرائيليون بالاساس يعتقدون بان لهم وقتاً مفتوحاً يريدون من خلاله ان يخلقوا مع الزمن وقائع جديدة على الارض ، وبحيث يخرج الفلسطينيون من دائرة الفعل وتصبح اسرائيل هي الحقيقة.
وتطرق القيادي الفلسطيني الى ظروف اعتقاله والى موضوع الاسرى الفلسطينيين عموماً في السجون الاسرائيلية وقال : اثناء وجودي في الاعتقال حصلت على خلاصة مطالب الاسرى ن وبدأت الان اعمل بنشاط لجعل موضوع الاسرى قضية تحظى بالاهتمام الاول ، لأن الذي يريد سلاماً وتسوية يتعين عليه ان يبدأ بالانسان ، فأن كانوا اسرى فيتم مبادلتهم ، وأن كان هناك شهداء فتقام لهم صروح الشهداء. ان اثمن ما لدينا هو شعبنا ، ولذا يجب علينا ان نعمل من قضية الاسرى العنوان الاوسع والاكبر ، واذا ما اهتمينا بهم فسيتحولون الى اسود يحاصرون السجان. اتمنى ان يكون هناك برنامج مدروس حول كل شخص اسير في السجن الاسرائيلي لنقوم بتكريمه.. واذا عرفت اسرائيل ان كل اسير فلسطيني يحظى منا بالاهتمام المطلوب فلن تبقي عليهم اسرى.
شاهد الحلقة عبر الرابط التالي :
http://www.rtarabic.com/pr
التعليقات (0)