المشهد الأول :
عباس الفاسي في تاونات ، أول وزير أول يزور الإقليم ، و المناسبة شرح مضامين الدستور لسكانه المهمشين "باينة صعيب هاد الدستور ملي مصيفطين عباس بيدو يشرحو " همس أحد الحاضرين في أذن صديقه ، حالة من الترقب تسيطر على الناس ، استقلاليو الإقليم فرحون بهذا التشر...يف الذي منحوه للإقليم في الأيام الأخيرة من عمر حكومتهم الفاسية ، قاعة السينما المقفلة منذ سنوات غصت عن آخرها بالحاضرين المستقدمين من مختلف الدواوير و المداشر بواسطة أعوان السلطة ، الذين لعبو دورا بارزا في العديد من المناطق في تعبئة المواطنين "باش يمشيو يتلاقاو الوزير الأول في تاونات
المشهد الثاني :
عباس يصعد إلى منصة الخطابة بخطى حثيثة و حيوية شابة وسط تصفيقات القاعة و سيل الإطراء الذي أفرغه المفتش على مسامع الحاضرين ، الكل يهتف بحياة عباس و حياة الدستور ، عباس في تاونات بشحمه و لحمه بعض الاستقلاليين الفقراء من دواوير الحيف مشدوهون من هول اللحظة ، وقف عباس وراء الميكروفون وصاح ملىء فمه أن إقليم تاونات فعلا مهمش و محسوب على خارطة المغرب الغير النافع ،، يا سلام أخيرا إقتنع آخر وزراءنا الأولين أن تاونات لا زالت تقبع خلف جدران سميكة من الحيف و الإقصاء الممنهج ، لم تضع احتجاجاتكم أيها التاوناتيون فهاهو الوزير الأول للمملكة يقول بعظمة لسانه أننا محرومون و مقصيون ، و إن كان المسؤولون يحاولون إيهامنا أن أشياء كثيرة تغيرت بعد الزيارة التاريخية للملك إلى إقليم تاونات ..
فجأة توقف عباس عن الكلام تهدج صوته و خرجت كلماته متثاقلة :
- عييت ... عييت ....
هب من حوله إلى نجدته ، ناولوه كرسيا ليواصل الخطاب جالسا ، تابع عباس كلامه و كأن شيئا لم يكن قال أن حزب الاستقلال لم يسبق له أن قال لا للدستور أو للملك ، حزب الاستقلال مع الملك دائما و أبدا ، تحدث عن الأوراش الكبرى و المتوسطة و الصغرى و الضخمة ، عن الطرق السيارة و الميترو و المطارات و الموانيء قال أن الملك أعد البنية التحتية للدستور الجديد منذ اعتلاءه العرش ،
و فجأة مرة أخرى يتوقف عباس عن الكلام و يتمم عبارة :
عييت .عييت ..
ثم يدخل فيما يشبه غيبوبة ، يسرع الأنصار بقارورات الماء ، يحملونه إلى كواليس القاعة السينمائية
المشهد الأخير :
الاستقلاليون غاضبون حائرون يتسائلون ، ماذا أصابنا ؟؟؟
المفتش
الإقليمي يحاول رفع همة الحاضرين يالتحريض على التصفيق و رفع الشعارات
المواطنون ينسحبون و قد فهموا جميعا لماذا يطالب أحرار الوطن بإقالة هذه الحكومة العاجزة شكلا و مضمونا
أحد الظرفاء التاوناتيين علق ساخرا :
يلا كان السي عباس جاي لهنا باش يكولينا راه عيا ، حنا راه عارفينها شحال هادي ، داك الشي علاش كنا كنكولولو "ديكاج " رحمة به و رأفة بشيخوخته
التعليقات (0)