في كل مرة تشتبه الأمور على الحكام الذين تأتي بهم الخلافة أو الوراثة أو الانقلابات أو الانتخابات المزيفة .. يمتزج سحر السلطة بعُقَد الذات بنفاق الحاشية بجهل الشعوب, فتصبح الأرض خصبة لزراعة شجرة الاستبداد .. شجرة خداعة بظلها الوارف غير أن جذورها الشيطانية سوف لن تسمح لأية شجرة أخرى بالنمو .. أشجار من نوع الديمقراطية والحرية والعدالة ..
ويُعاد عرض المسرحية نفسها لكن بممثلين مختلفين ومخرج جديد وأمام الجمهور نفسه, ينبهر البعض في البداية, يصفق البعض الاخر نفاقاً, يقصد البعض من الشُطار الكواليس للتقرب من أهل العرض أما بقية الجمهور المسكين الذي جاء منهكاً بالأساس من فرط الشقاء جرياً وراء لقمة العيش فإنه في السبات يُشَخر .. متى ينتهي العرض؟كيف ينتهي؟ لا أحد يعلم فنحن قومٌ نؤمن بأن لا يعلم الغيب إلا الله..
عبادة الذات بدل عبادة الله هي التي خربت الأوطان العربية المسلمة, هي التي فتحت الأبواب السرية لأعدائنا ليتسللوا ويطعنوا عروبتنا في مقتل, ويلوثوا إسلامنا بعلامة الإرهاب القذرة!! هي التي فتحت الثنايا للخيانة, وهي التي اقتلعت جذور المحبة بيننا, هي التي أسقطت غُصن الزيتون من يد عرفات!!.
خُدِعنا كما حدث ذلك غالباً, والخديعة جاءت هذه المرة محبوكة الإخراج, جاءت بعناوين آسِرَة بلا أدنى تردد للانسان العربي, جاءت باسم الحرية وما أدراك ما الحرية, جاءت باسم العدالة وما أدراك ما العدالة, جاءت باسم الربيع ومن لا يُحِبُ الربيع, خُدعنا بعطر الياسمين فركضنا مُخَدرين إلى الربيع, فإذا نحن في جهنم وبئس المصير .. نحن من نحن؟ نحن أمة اقرأ التي لم تقرأ .. نحن أمة انخدعت برائحة الياسمين فصدقت أن الدنيا ربيع والجو بديع..
المصدر// آمال مختار "مواسم الدهشة" مجلة دبي الثقافية العدد(96) مايو 2013 ص 88 (بتصرف)
التعليقات (0)