عام من الحزن والدموع والفراق وغزة ما زالت عصية وصابرة
قطاع غزة – محمد عبد الحميد الأسطل
يشهد هذا اليوم مرور عام على حرب إسرائيل ضد قطاع غزة , عام من الهجوم بالقنابل الفوسفورية و المتفجرة و أسحلة الموت و الدمار على السكان المدنيين العزل , عام على مطالبة كل شعوب العالم لإسرائيل بانهاء هجومها على غزة .
لقد ارتكبت إسرائيل مجازر مروعة بحق الكثير من المدنيين أثناء عدوانها على قطاع غزة من خلال القصف العشوائي. الأمر الذي واجه إدانة واسعة من الأمم المتحدة و منظمات حقوق الانسان باعتبار ذلك جرائم حرب ضد الإنسانية . لقد أدى هذا العدوان الغاشم إلى استشهاد زهاء 1440 شهيدا جلهم من المدنيين و 431 منهم كانوا أطفالا . هذا و فد أسفر العدوان الغاشم عن إصابة 5380 آخرين .
نحن .المليون و نصف فلسطيني في قطاع غزة كنا قد تعرضنا لثلاثة أسابيع من إرهاب الدولة المنظم بينما كانت الطائرات الإسرائيلية الحربية تستهدف الأحياء السكنية مدمرة بنيتها التحتية على نحو مروع و محدثة دمارا جزئيا في بعض المدارس و منها مدارس الوكالة حيث كان يلتجئ هناك المدنيين من هول الحرب . وقد حدث كل ذلك بعد 18 شهرا من حصار إسرائيلي دائم محكم و مميت على قطاع غزة كنموذج لعقاب جماعي وصفه جون دواغرد , المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أنه " مقدمة لإبادة جماعية " .
لقد شنت هذه الحرب بدعم و مساندة من جنرالات و ساسة إسرائيل و هذا ما صرح به ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق للإذاعة العسكرية خلال عملية الشتاء الساخن في التاسع و العشرين من فبراير 2008 قائلا :
" سيسببون لأنفسهم محرقة كبرى(هولوكوست) لأننا سنستخدم كل قوتنا للدفاع عن أنفسنا "
و بعد أيام قليلة من هذا التصريح , قتل 107 فلسطيني منهم 28 طفلا . و للأسف , عجز المجتمع الدولي عن التحرك باتجاه موقف جدي . و بدلا من ذلك , كانت قرارات دول الاتحاد الأوروبي برفع مستوى التعاون التجاري مع إسرائيل بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب حرب وحشية في يناير 2009 .
ان العدوان على غزة لم ينته بعد , فلا زلنا نحن الفلسطينين نعيش مكلومين بجراح جسدية و نفسية . لا يمكن لجراحنا أن تبرأ في ظل عدم السماح بدخول الدواء إلى قطاع غزة ! لا يمكننا إعادة بناء بيوتنا طالما استعصى رفع الحطام نظرا لعدم السماح بدخول الجرافات و الشاحنات -اللازمة لذلك- من دخول غزة .
رغم أنه لم يحدث من قبل و أن تم حرمان الناس من حوائجهم الأساسية كسياسة متعمدة من قبل الاستعمار أو الاحتلال , إلا أن هذا هو ما تمارسه إسرائيل ضدنا في قطاع غزة . اليوم : يعيش مليون و نصف فلسطيني دون حاجة كافية من الماء و الطعام و الكهرباء و الدواء في حين أن نصف السكان من الأطفال دون ال 15 عاما . حقا إنها إبادة جماعية لم تسجل من قبل في تاريخ الإنسانية .
في مطلع هذا الشهر , قال رئيس الاستخبارات السابق في جنوب أفريقيا و العضو في المؤتمر الوطنى الأفريقي أثناء تواجده في بريطانيا بأن ما تمارسه إسرائيل حاليا ضد الفلسطنيين لهو أسوء بكثير من الذي تعرض له السود في جنوب أفريقيا تحت العنصرية . و بدوره قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر خلال زيارته لغزة بأن الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة يعاملون معاملة الحيوانات .
في ذكري الحرب سيشارك أكثر من 1400 ناشط دولي من 43 دولة في مسيرة تطالب من خلالها رفع الحصار عن قطاع غزة وذلك يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر وكذلك ستقام فعاليات ذكري الحرب التي تنظمها وزارة الداخلية بقطاع غزة وستشمل على مهرجانات ولوحات جداريه ومسيرات وستنظم وزارة الثقافة بالقطاع عدة فعاليات إحياء لذكرى الحرب على قطاع غزة
التعليقات (0)