دقات قلب قليلة تفصلنا عن عام2011 الذي غادرنا وتقويمه ملئ بالخطوط والدوائر الحمراء المرسومة بالدم حول العديد من التواريخ والايام التي كتبت بالاظافر في سفر ايام الشعوب وحفرت غائرا في الذاكرة الجمعية لشعوب المنطقة....انتصارات وانكسارات وأحداث ومخاض وحناجر زاعقة في شوارع الحرية وبحث عن عالم اكثر عدلا كلها ستجعل من العام المنصرم عصيا على النسيان وسيحتفل بها الاحرار في العالم لعقود وعقود قادمة..
غادرنا العام2011 لنصحو على شوارعنا وقد تزينت بالوان العلم العراقي معلنة عن انقضاء حقبة الوجود الامريكي وبداية عهد جديد نستلم فيه زمام امرنا بايدينا.. وان كان الافق ما زال مغلقا امام نهاية قريبة للانقسامات التي ما زالت تحكم الاداء السياسي للقوى المتصدية لقيادة العملية السياسية مما اضفى الكثير من التشويش على فرحة الشعب العراقي بيوم خلاصه وعتمت على منجزه التاريخي العظيم..
غادرنا عام2011 بعد ان اصبح عمر ثورات الربيع العربي عاما كاملا..وبعد ان مر عام على ساحات التغيير وهي تصدح بهتافات الحرية والعدالة والمساواة وبعد ان اجبر الطغاة على الانصياع لارادة الشعب ..عام كامل والناس تلوك في افواهها عبارات الديمقراطية والتعددية والتداولية تحت الشمس وعلى رؤوس الاشهاد بعد ان كان المواطن يخشى ان تتردد تلك العبارات في اعماق ضميره المنتهك المستلب من عسس السلطان التي تحصي انفاس وافكار ونوايا العباد وتمتلك من القمع ما يرقى الى الكفر البواح ومن الظلم ما يفرق بين المرء وزوجه..
عام مضى والثورات العربية ما زالت في خضم مراحل انتقالية تترجرج ما بين افاق مفتوحة على مآلات قد لا تتفق بالضرورة على مبتدئاتها وشعاراتها الثورية..سلاسة قيصرية في تونس وحرب صريحة في ليبيا وسوريا وتكالب دولي على ثوار اليمن واستئساد اقليمي على اهل البحرين ..وفي المنتصف تقف الثورة المصرية الكبرى حائرة ما بين الحركات المتصارعة على مصر وليس من اجلها واستمرار الاستقطاب والتراشق ما بين المليونيات والمليونيات المضادة في المحروسة التي تشهد تبلور تحالف العسكر والقوى الاسلامية بقفازات ديمقراطية ..
عام مضى..وآخر يأتي بوعوده ومؤملاته واحلامه التي لا نملك سواها في مواجهة كل هذه التعقيدات التي تجبهنا مع بداية العام..احلام قد نتشارك بها جميعا كعراقيين ونتقاسمها ونرددها بقدسية كاسماء الاسلاف ولا تخرج عن الدعاء بالحفاظ على راية هذا الوطن وخيمته..الوطن الذي يجمعنا تحت لوائه المعقود بالسلام والذي تسود فيه مبادئ الحرية والعدالة والمساواة ويحظى فيه الإنسان العراقي النبيل بالعيش الكريم من فيئه وخيرات أرضه ..الحلم بوطن يسود فيه الوئام الحب..فالحب هو الشيء الوحيد القادر على جعلنا نتقبل الآخر كما هو وليس كما نتمنى ان يكون..حب نابع من حبنا لهذه الارض الساكنة في تسبيحاتنا واعماق قلوبنا في هوس كالشعروبعمق انتمائنا لترابها .. الارض التي نحبها ولا نملك سواها ونحب أهلها الطيبين الطاهرين شيبا وشبابا ونساء ورجالا فهم فخر العراق وصمام أمنه وأمانه تاجه وطهارته وعنوانه ..
كل عام و أنت بألف خير يا أحب أرض الله إلي قلوبنا وأجملها في عيوننا . وكل حلم وانت بخير عسى ان يكون هذا العام الجديد اخف وطأة علينا ويحقق لنا ما لا نملك سواه..الا وهو الحلم بالوطن الحر السيد السعيد..
التعليقات (0)