مواضيع اليوم

عام الكمامات

حسن الحارثي

2009-08-25 13:46:26

0

يبدو أننا جميعا بلا استثناء سنضع الكمامات هذا العام، وسيكون عام 2009 عام الكمامات على غرار عام السيل وعام النكبة. الكمامات التي لم نكن نراها إلا في موسم الحج على أفواه الحجاج، أصبحت تكمم أفواه الناس في الشوارع والمكاتب والمستشفيات، ولا أستبعد أن تلبس في المنازل، كفانا الله وإياكم شر الخنازير لحمها وانفلونزتها.
ويبدو كذلك أن هذه الكمامات هي الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها الإنسان لمواجهة فايروس الانفلونزا H1N1، بعد أن عجزت البحوث الطبية في إيجاد مصل مناسب أو دواء ناجع للمرض الذي يفتك بالبشر ويزداد شراسة يوما عن آخر. ومن لم يمت بالسيف والنار والطائفية والإرهاب مات بالخنازير.
في العالم الغربي والشرقي راح الناس يتفننون في لبس الكمامات، فهناك الكمامات الملونة والمزركشة والكمامات التي تحمل رسومات مضحكة وأخرى مرعبة. تعددت أشكالها والهدف واحد، الحماية أولا ثم التندر على المرض العجيب.
وفي المملكة التي سجلت أخيرا الوفاة الـ 17 لمصاب بمرض انفلونزا الخنازير، بات الخوف من المرض أكبر من انتشار المرض نفسه. وهناك تحركات رسمية للسيطرة على المرض الذي ينتقل بالتنفس في أوساط التجمعات البشرية، خصوصا أننا مقبلون على موسمي العمرة والحج.
ويبدو أنه لا مفر من الكمامات إزاء ذلك، فقد أعلنت لجنة الحج والعمرة عن عزمها توزيع 4 ملايين كمام على المعتمرين وزوار بيت الله خلال شهر رمضان المبارك، وإلزام شركات العمرة بتوفير أطباء مرافقين للمعتمرين في مواقع سكنهم.
وهناك تنسيق بين وزارتي الصحة والتربية لدراسة إمكانية تأجيل العودة إلى المدارس حتى انتهاء موسم الحج. وفي حال استمر المرض يمارس سطوته على حياة البشر، فلن تجدي الكمامات نفعا بين الطلاب المحشورين في غرفة مدرسية صغيرة مكتظة بأنفاس الصغار.

 

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20090825/Con20090825300649.htm

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !