عندما ينظر الشخص لبعض القرارات الغريبة التى تصدر من الحكومة ويحاول تفهمها يكتشف أن تلك القرارات الغريبة ترمى لأشياء أخرى بعيدة ... قكل شىء فى مصر الآن يصب فى نهر التوريث فعندما تخفض الدولة الاعتمادات المخصصة لقطاع مياه الشرب والصرف الصحى من ١٤ مليار جنيه عام ٢٠٠٨/٢٠٠٩ إلى ٤ مليارات فى العام المالى ٢٠٠٩/٢٠١٠ فى ظل تلك الأوضاع المهينة فى قطاعى مياه الشرب والصرف الصحى ويربط ذلك بما حدث فى قريتنا منذ عدة أشهر حيث تم جمع مبالغ وتبرعات من الأهالى لعمل مشروع الصرف الصحى للقرية نكتشف بل نتوقع أن يكون عام البنية التحتية هو عام الإنتخابات عام أو - الحسم -
الرئاسية فسوف تقوم الحكومة بتجييش الجيوش للبدء فى أعمال البنية التحتية لكثير من القرى والمدن فى دعاية مخططة وموجهه لصالح مرشح الحزب الوطنى وسوف ترفع الحكومة الميزانية لهذا القطاع فى عام الحسم
إلى مبلغ كبير بحيث يتم ضم المبلغ الذى تم تخفيضه من هذا العام مع مبلغ ميزانية العام القادم فتبدأ الحكومة فى هجمة شرسة وهمة ونشاط غير مسبوقين فى البدء– فقط – بأعمال البنية التحتية والله وحده العالم بوقت إنتهاء تلك الأعمال .. والواضح أمام كل عين أن مصر بأوضاعها ومشاكلها وإنطلاقاتها المستقبلية متوقفة على عام الحسم أو عام الضباب وإن كنت أحب تسميته بعام الغوث مصداقاً لما جاء فى الآية 49 من سورة يوسف
(( ثم يأتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )) .. لذلك أنصح كل صاحب مشكلة بتأجيلها فلن تحل إلا فى هذا العام حيث سيتم إرضاء الجميع وحل مشاكلهم مؤقتاً .. وهذه الألاعيب ليست أول مرة تحدث حيث تبدأ الحكومة فى إرضاء مالكى العشوائيات بتوصيل الكهرباء والمياه لمساكنهم قبل كل إنتخابات برلمانية فما بالكم بما سيحدث فى عام - قال إيه - الإنتخابات الرئاسية ولن أقول عام التوريث !! طبعاً سيتم البدء فى حل بعض المشاكل الثانوية منها مثلاً مشكلة أهل النوبة وإلغاء ديون نساء النوبة للبنك الزراعى والتى وعدهم بها الرئيس مبارك فى الإنتخابات الماضية ولم تنفذ حتى الآن وسيتم إصدار قانون دور العبادة الموحد لإرضاء الأخوة الأقباط ومن المحتمل أيضاً أن يتم إلغاء العمل بقانون الطوارىء والمفاجأة ستكون غض النظر عن قانون الإرهاب وهذه – ربما – ستكون المكافأة الكبرى لتحسين وجه التوريث .. فالسادات بدء حكمه بكسر أقفال المعتقلات وأنهاه بملئها بعد تجديد أقفالها !!
23/9/2009
التعليقات (0)