عام الضباب يتكرر في 2011 ...وعام الضباب لمن لا يعرف هو عام 1972 وسبقه عام الحسم وتلاه عام النصر في 73 ...أما عام الضباب فقد كان اختراعا من الرئيس السادات لتهدئة مظاهرات الطلبة في جامعات مصر مطلبين بالحرب لتحرير الأرض من عدوان 67 ..نحن الآن في عام الضباب بعد الثورة المصرية العجيبة في 25 يناير....ثورة قام بها الشعب ثم سلمها للذين ثار عليهم حتى يقودوا الثورة ...لا تقل عصام شرف هو رئيس الوزراء ولكن قل أنه نائب المجلس العسكري وهو محدود الصلاحية فهو مثل العملة له وجهان وجه ينظر إلى المجلس العسكري وينتظر إصدار القوانين مثل قانون الأحزاب ومجلس الشعب والشورى والإعلان الدستوري ووجه ينظر إلى ميدان التحرير قائلا (ما باليد حيلة) ونحن إذ نثق في المجلس العسكري الذي أخذ قرار الوقوف إلى جانب الثوار ولم يمتثل لأوامر الرئيس في ضرب الثوار فنجحت الثورة بدون دماء كان يمكن أن تكون جارفة وفادحة... ولكن ما حدث بعد ذلك من ركود وبطء وانعدام الفعالية جعل الشعب الثائر يتساءل أين ثورتي وماذا حققته؟.. ويركب الموجة أصحاب المصالح في نظام مبارك وباقي الشعب الذي ليس له في السياسة رأى فيقولون: أيها الثوار إرحمونا فقد تعقدت حياتنا وارتفعت الأسعار ولم نجن من الثورة قمحا ولا بصلا...وهذا المشهد يذكرنا بعام الضباب ...لا نعرف أين تصل الأمور بعد أشهر أو أعوام ...هل نحن على أبواب الفوضى كما أراد مبارك؟...أم نحن أمام النفق الذي إذا صبرنا وعبرناه نصل إلى بر السلامة؟ ...ورأى الأغلبية أن يمسك الشعب بالعصا من المنتصف فلا يترك ميدان التحرير بالكامل ولا يبقى فيه بكثافة تسمح للمشككين في جدوى الثورة بالقول أوقفتم عجلة الإنتاج ...مع العلم أنني شخصيا لا أرى ميدان التحرير إلا نقطة صغيرة جدا في مصر ولا يشعر به 84 مليون مواطن يعملون في كل مجال وأن الشاحنات والأعمال تسير في كل أرجاء مصر ولا تمر بميدان التحرير أبدا
التعليقات (0)