مواضيع اليوم

عام البحث عن هوية...

ازهار رحيم

2009-02-09 07:02:47

0

د.ازهار رحيم

ـــــــــــــــــــــــ

azharrrehim@yahoo.com

 

عام اخر يرحل عن زمن ،ليرمينا الى عام اخر، بدايته متعثرة... رسمت له التوقعات الفلكية في العراق صورة عام البحث عن هوية...و هذا ما سيشغل العراقيين في ايام 2005 وهم يغرقون في صراع عنيف بين قوىqظلامية تحاول شده الى ماضٍ بغيض وبين قوى تعمل على هدم جدار سور العراق لمدة 35 عاما من البؤس والاضطهاد...
كيف سنختار جلدنا الجديد في الايام القادمة ،واللوائح الانتخابية تتبارى بالنزول للساحة في حملات دعائية متواضعة ربما يعود السبب في ذلك الى قلة نضج الحركة السياسية العراقية التي ما زالت تتهجأ ابجديات العمل السياسي ... وبين زحمة الكيانات والاحزاب الكثيرة  التي تدل كثرتها على تشبع العهد الجديد باوكسجين الحرية والتعددية...
وبين هذا وذاك كيف سنختار القائمة التي تمثلنا والكثير ما زال يتخبط في هواه السياسي متصارعا بين قومية تشده ومذهبية تؤرقه ،و دخول  الانتماءات العشائرية  والحزبية الى حلبة المنافسة ، وتسلل هذا التخبط من الشارع الى  العائلة مؤديا الى تعدد الميول  داخل العائلة الواحدة الذي قد ينتهي بفرض رأي رب العائلة على ابنائه او زوجته للادلاء باصواتهم لصالح القائمة التي يهواها... و تتجلى تلك الصور بوضوح حتى على عائلة الرئيس غازي الياور الذي  يترشح  في القائمة العراقية ،بينما تتنافس زوجته وزيرة الاشغال نسرين برواري على قائمة التحالف الكوردستاني ... وان دل ذلك على شيء انه يدل على صلابة السيدة الاولى واعتدادها بانتمائها وتوجهها السياسي بعيدا عن ميول الرئيس السياسية ولكن في ذات الوقت يمنحنا  رؤية  مبسطة  عما يدور في الساحة، حيث من المتعارف عليه ان العائلة التي تنتهج العمل السياسي تبقى في ركبٍ واحد،فكيف في  بقية العائلات العراقية التي ربما سيتجادل افرادها فيما بينهم في الادلاء باصواتهم لصالح القائمة التي تعبر  عن رؤيتهم للمستقبل ... وقد يكمل الصورة ما رأيناه من الرئيس الياور في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة  وهو مرتديا العباءة العربية على البدلة الرسمية ... فهو ايضا حائر مثل الكثيرين منا بين توجهه العلماني كتيار فكري وبين سلطة العشيرة ولباسه العربي الذي اوصله لرأس عصا السلطة ، في حين تبقى السيدة نسرين اكثر حيرة منه وضبابية حين تنادي بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، وهي أول من قادت التظاهرات النسوية في شوارع بغداد  احتجاجا ضد قرار 137 ،وبين اعتدائها على حقوق نساء قبلها وقبولها على ان تكون رقم (؟) في قائمة حريم الرئيس... وهكذا جميعنا نبحث عن هوية انتماء للقومية ،او  المذهبية  او التيارات الفكرية  المختلفة التي  وجدت لها ارض خصبة على أرضنا ..ربما  قد نهتدي لهوية، بعد ان تتوضح الصورة السياسية للعراق الجديد  بعد الانتخابات البرلمانية، ثم الرئاسية وبعدها قد نجد حلا لمعضلاتنا  الامنية والاقتصادية ،ونكذب المنجمين الذين توقعوا للعراق الغرق المأساوي في محاولة بحثه عن الهوية (بالطبع ليست هوية الاحوال المدنية) بل هوية انتماء للانسانية والوطن ،اللذين يذبحان كل يوم تحت  مختلف المسميات والذرائع  ....
كلما اقترب موعد الانتخابات زاد الجدل حتى داخل العائلة، فما زال الكثير من الرجال يصرون على ممارسة دورهم التسلطي، ويلوحون لنسائهم  بعصا التفوق الذكوري في محاولة  فرض رأيهم فيمن ستنتخب نساء العائلة، فقد يكون الاب او الزوج ذو فكر مذهبي  متشدد في حين تكون الابنة او الزوجة ذات ميول علمانية وهكذا في حالة الزيجات  من قوميات متخلفة ،هذا اذا وافق ذكور العائلة على مشاركة النساء في التصويت  بذريعة خوفهم على القوارير، من تفجر الاوضاع الامنية في يوم الانتخابات ،وقد يلعب المال الذي يدره بعض الجهات الخارجية على بعض اصحاب القوائم الانتخابية لشراء  اي ميول واصوات بمبالغ يسيل لها اللعاب ،والأنتخابات لعبة سياسية  لابد من  ممارستها  مرات عديدة حتى تتقن ، لتقف بصلابة امام احتمال أي مشروع للطعن فيها وبشرعيتها ، ومع كل ذلك هناك امل نبت  برعما  صغيرا في حضن كل هذه الفوضى ، واستمر يكبر مبشرا   بمستقبل اكثر تفاؤلا ، ونحن ننظر بحسد الى نجاح الانتخابات  في افغانستان التي كانت تعيش واقعا  اشد  قتامة من واقعنا ،والى نجاح عملية  الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية في دولة  ما زالت حدودها على الورق ..

كاتبه وصحفية عراقية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !