مواضيع اليوم

عامٌ دراسيٌ جديد

حسن اليملاحي

2009-10-28 16:00:37

0


ابنتي مع اول يوم من العام الدراسي الجديد

اشترينا ملابسا جديدة للعام الدراسي وحقيبة جديدة واحذية تناسب ارضية المدرسة اولا وكم حركة الاطفال غير الهادئة لم ار َ الابتسامة على محيا ابنتي الصغيرة قدر ما وجدتها مهمومة … قلت في نفسي لربما لم يعجبها ما اشترينا ولكن هذا ما موجود في السوق المحلي مهما كانت رداءة المنتوج المهم ان التجار يحصلون على اربع اضعاف السعر الاصلي ..
حان موعد نومها ولكنها لم تستطع ان تنام بارتياح وكانت تهمس بينها وبين نفسها كلاما غير مفهوما … لم اتعمق في الامر لأني على يقين انه التوتر الذي يسبق تجربة العام الجديد وما سيحويه من مفاجآت واحداث ٍ جديدة … سمعتها تتأوه وتشكو الما في بطنها انقلب يقين ما توقعته الى اخر ولكني حاولت ان ابدو غير مبالية للأمر كأني لم اسمعها .. لكن الليل كان طويلا وشكواها وقلقها كان واضحا بشكل لم يدعني ان انام بارتياح …
صباح اليوم التالي جلست قربها لأصحيها بابتسامة ومزح كي افهم بشكل اكيد ما شكواها فلم تكذب خبرا وانفجرت في وجهي شاكية :
- لا احب ان ادرس ولا اريد الذهاب … انا فقط اريد ان ارى صديقاتي !

تساقطت دموعها فورا استغربت انها لأول مرة لا تريد الذهاب للمدرسة ..
- ما بك حبيبتي لم تكرهين المدرسة هكذا ؟ كان سؤالي اليها ..

- ماما ان الست فلانة ستكون معلمتنا هذه السنة وهي معلمة لا إنسانية ولا تعرف التفاهم ولا التعامل مع الطلبة .. لقد سمعت شكوى كثيرة ضدها من قبل طلاب صفها في العام الماضي وانا لا احبها ابدا

حضنتها وقبلتها ثم سألتها : ماما هل تعاملت معها بشكل مباشر ؟
_ لا
_ طيب كيف يمكنك ان تحكمي عليها هكذا فقط لأنك سمعت من الاخرين كلاما قد يكون غير صحيحا !؟


ابنتي سأخبرك امرين حدثا معي ومن ثم احكمي .
قبل سنوات كان قد تم نقل احدى المدرسات الينا وانتظرتُ ان تأتي للمدرسة لمدة شهر تقريبا . احد الايام وجدت امرأة جالسة في غرفتي وكانت مستاءة جدا كأن بيني وبينها ثأر قديم .. سلمت عليها وجلست في مقعدي لأعرف ماذا تريد ولم هي هكذا …. سألتني ان كنت مديرة المدرسة فأجبتها بنعم . ثم قالت انها المدرسة للمادة الفلانية وهي لا تريد ان تداوم معنا وذكرت اسبابا كثيرة غير منظمة . طلبت منها ان تبدأ العمل لحين صدور امر اخر لنقلها بناءا على رغبتها .. في تلك الفترة تعرفنا على بعض بشكل اوسع ثم اخبرتني بأنها لا تريد التنقل من مدرستنا لأنها لم تكن تعرفني في البداية . وأفصحت بأنها كانت تخاف مني وترهبني رغم إننا لا نعرف بعضنا فقط قد سمعت من الاخرين باني ملتزمة بنظام المدرسة والقوانين وانا عصبية المزاج ولا ارحم احدا ولكن اتضح لها باني عصبية فقط مع من لا يلتزم ويضرب بكل شئ عرض الحائط .
_ ماما انا لا احب تلك المدرسة لأنها عاملتك بهذه الطريقة .
_ ابنتي لا بأس هي لم تكن تعرفني الى ان التقت بي وهي تأثرت بكلام الناس فقط وحكمت علي من بعيد ومن خارج الجدار .
سأحكي لك قصة اخرى ربما تغيرين من حكمك على تلك المعلمة يا ابنتي :
ايضا قبل اربع سنوات جاء احد الاساتذة الينا وكان مدرسا ناجحا جدا في مادته واحترامه للعمل وتعامله مع الاخرين . قبل ان تنتهي السنة الدراسية بأيام قليلة وجدته قد اعطاني ورقة كتب عليها مقال بعنوان مغامرة ام مقامرة من تأليفه هو كان ملخص مقاله هو انه لما قدم اوراقه للتعين والتوظيف أوصاه أصدقاؤه ان لا يكتب اسم مدرستنا من ضمن المدارس التي يريد التدريس فيها لأنهم سمعوا باني عصبية ولا مجال للتفاهم معي وهكذا هو قد قرر ان يجرب بنفسه ويخوض التجربه هذه وان يغيرني او يتحداني ان لزم الامر . في منتصف السنة الدراسية كانت هناك دورة عامة لجميع تدريسيي التربية والتعليم وإدارات المدارس معا بشكل كل اربع مدارس في بناية واحدة ولكن نفس التطبيق . في نهاية الدورة التدريبية صعد احد الاساتذة المتقدمين في العمر ليحكي تجربته في التعليم اول ايامه وكانت قصته مؤثرة جدا بشكل جعلني ان ابكي دون إرادة مني لكن دون ان اثير انتباه أي شخص . تبين بعد ذلك ان الاستاذ كاتب المقالة قد استدار ليبحث عن من تأثر بقصة الاستاذ الكبير وفوجئ باني الوحيدة التي ادمعت عيناها لقصته !
هكذا ختم مقاله بان الحكم على الناس دون علم ولا دراية امر خاطئ .

بقيت ابنتي حائرة بين ان تصدق او لا تصدق تذهب او لا تذهب وهكذا … بدا وقت ذهابها ولكنها بدأت البكاء ما جعلني ان اذهب معها الى بناية المدرسة رغم انه كان لدي عملا كثيرا جدا .
اوصلتها الى داخل البناية ولما وقع نظرها على صديقة لها طلبت مني العودة فعدت لعملي ومن ثم للبيت بعد نهاية الدوام
سألتها كيف كان يومها فضحكت وقالت: ماما ان المعلمة اياها قد تركت المدرسة وسافرت خارج البلاد وان لديهم الان معلما جديدا اسمه ( جوان ) " يعني جميل " ولكنه غير جميل المنظر !
اعدت فتح دفتر التوصيات لأخبرها بان الانسان ليس بمظهره ولكن بحبه للناس وللخير ولإنسانيته قبل كل شئ وعليها ان تستحمل وتتقبل الامر وان لم تتحمل عليها ان لا تنظر الى وجهه ، فقط ان تستمع لدرسه وما يقوله .

اليوم التالي قالت لي : ماما الاستاذ غير الجميل الشكل انسان طيب وخلوق وهم جميعا احبوه كثيرا لأنه متفاهم معهم وصبور جدا

انها البداية فقط والله يساعدنا جميعا الى ان تنتهي التسعة اشهر من الدراسة ويكون في عون الاساتذة وأدارت المدارس والاهل الى ان يتخرج الطلبة وينالون شهادة يستقلون بها قليلا عن البيت والاهل

كل عام دراسي وانتم جميعا بخير
وداد محمد بغدادي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !