عامودا... الذاكرة والناس ...بقلم : ابراهيم بركات
05 February, 2009 07:47:00
حجم الخط:
مدينة عامودا
((في الغربة اشعر أنني لستُ في مكاني ,
في الوطن أشعر أنني لستُ في زماني ... ,))
( غادة السّمان )
أيمكننا هدم الذكرة .... ؟
والعبث بالألوان كيفما نريد ....!
هل ضاق بنا الزمن .... ؟
وأدارت الأمكنة ووجوهها عنا ...,نسكب حرقة الأيام في كؤوس الشمال ,
بناسه,وأكواخه ...
فيموت الحنين ,وتبقى العيون ,ترنو الى اللوحة الأخيرة في الذكرة ,
هل الزمن لا يليق بنا .... ؟
أم تأخرنا في لحظة الكينونة .... ؟
فبعثرنا الزوبعة ,
وطاردتنا الخطايا , وعجزنا في تخطي الجهات .... 11!
للذ اكرة سطوتها المدهشة ,خصوصاً أثناء ممارسة فعل الكتابة ,قد يتوحد
لديك في لحظة أحتدام ما , الذاكرة مع الآخر . زماناً ومكاناً عبر أختراق مباغت
في صيرورة الأغتراب عن المكان عن الذات إيضاً ,في هذه اللحظة
يكون الحنين وفعل الكتابة والذات في حالة توّحد من خلال ثالوث يختزن
في ذروته تراكم هائل من الصوّر والتداعيات تدغدغ الروح و الذكرة ...
في الغربة انت على الدوام في عجالة من أمرك ,كأنك مطارد أو في
تسابق مع الأزمنة والأمكنة المختلفة ,وحتى مع الآخرين ...
في بيروت ,دائماً ((عامودا )) تعربش على عرشية الذكرة ,تستوطنها ,تستلقي فوق
سرير الروح ,تهندّ س أبجدية الكلام ,لتبقى القصائد حبلى بها ...
عامودا,الناس,والشوارع ,والأثريات((كولاعنتر,سينما شوتي ,وأسماعيلي دين...)).
عاموداالشمال ,والبيوت الطينية ,ولاأحلام المستديمة ....,
عامودا,تلك المدينة التي سكناها بجنون وعشناها بجنون وصخب, فسكنتنا وعايشتنا
بصمتٍ و هدوء .
أنا المشعوذ والتائه بين غبار الأصياف ووحول القلب وشموس مجانين عامودا ..... ما أحبّهم... ما اكثرهم ..... انا
أحدهم يا أمي ........ !"
ها هي تمارس فينا فعل الحلم عبر الذاكرة ,وتكسر المرايا في وجوهنا الحزينة ,قبل
أن نتوسد نصل خناجر الغربة .لتحتفظ بتفاصيلنا البريئة ,قبل أن نصل الى الشفير .
عامودا ,الغمرحين نعود كي نستريح ....
نتطفل على ذاكرتها ,نحاول عبثاً أنتزاعها دون وجه حق ,سوى ممارسة الجنون ,
والولدنة ,أعود الى عامودا كلما أجدني بحاجة لأن أعمدّ روحي من أديمها .
أعود إليها لأتصفح وجوه أصدقائي الموتى والأحياء ,عادل دقوري ,
محمد حسّي ,أسماعيل كوسا ,حسين عبدالله ,مروان شيخي , صباح القاسم ...
أورُبما أدعوهم الى أمسية بيروتية طافحة , بأحلاميّ الباهتة ,وعشائيّ البائد ,
وقبل أن أنام أكتب ل ((عامودا)) ...
ها أنا ذاه ,أمارس الحنين ,
بمتعة وصمت .... !!؟
إرسال إلى صديق
إلى:
تسخة مخفية:
البريد الإلكتروني:
الرسالة:
نسخة للطباعة
نسخة نصية (للجوال)
قيم هذا الخبر0
--------------------------------------------------------------------------------
This Site is powered by Medya Company for Web site Designing /All right preserved by www.Semakurd
التعليقات (0)