عامل نظافة من باب الوطنية

في آخر صيحات اعلاميو الشهرة خرج أحدهم يربط بين الوطنية والالتحاق بمهنة عامل نظافة، تلك الشخصية التي أثارت بعبارتها تلك حفيظة البعض لو يسأله طفل عن الوطنية كمفهوم لم يستطع الإجابة ولدار في حلقةِ مُفرغة.

العمل في مهنة عامل النظافة ليس عيباً بل تلك مهنة شريفة لكن العيب حقاً من يربط بين تلك المهنة وبين الوطنية كمفهوم ذو رابطة اجتماعية و ثقافية ودينية، الوطنية انتماء وولاء فكيف أكون مواطناً وأنا أرفض العمل في تلك المهنة ليس لأنها دونيه كما يتوهم صاحب الفكرة بل لأنها لا تتناسب مع مؤهلاتي العلمية ولا يكفي مرتبها لاحتياجاتي اليومية!

طبعاً عند صاحب الفكرة أنا لستُ مواطناً لأنني لم أخدم وطني في تلك المهنة، قد يقول قائل أن ذلك الشخص المتكلم يقصد التطوع وهذا القول يأخذ مجراه في الفضاء، التطوع كفكرة لا يحتاج لمثل ذلك القول فشباب وشابات الوطن نراهم في كل مناسبة مشمرين عن سواعدهم واخر المناسبات كانت مبادرة الرياض الخضراء، صغراً وكباراً غرسوا الأشجار وينتظرون الظِلال.

من حق أي شخص أن يقول كلمته ويعبر عن رأيه بكل صراحة ووضوح، لكن على ذلك الشخص أن يحترم المجتمع ويحترم رغباته وطموحات أبناءه، لا يمتلك اي شخص الحق في توزيع صكوك الغفران وصكوك الوطنية، الجميع مواطنون صالحون والمواطن الصالح يلتحق بالعمل الذي يراه مناسباً له ومن يخالف قواعد العمل فإنه لا يعد خائناً أو متخاذلاً بل مقصراً ويجب تقويمه ومحاسبته بقدر تقصيره. 

اظن أننا نحتاج لتفعيل قواعد الظهور الإعلامي فالفضاء ليس مُلكُ لكل من هب ودب ومن لديه فكره عليه أن يعرضها دون أن يربطها بالوطنية فالوطن يتسع للجميع لكنه يضيق بمن يحاول أن يشق الصف أو يتجاوز حدود الأدب..