قديما...سمعت مثلاً عاميّاً اضحكني في الوهلة الأولى.. ، لكني وحين تقدّم بي السن وتتالت وتوالت المواقف والتفاصيل في حياتي وحياة الآخرين في محيطي .وجدت أن هذا المثل يختصر كل مايمكن ان يقال من كلام عن " الحظ ، البخت ، النصيب "
فقد قال أهل مكّة في واحد من أمثالهم الحجازية الشعبية الشهيّة :
" قليل الحظّ يلقى العظم في الكرشة " !
والكرشة هي المعدة.
معدة الذبيحة..التي يفضّلها شريحة كبيرة من الناس.
ومن الكرشة والتي بالطبع لايخالطها العظم يتم تحضير طبق شهي اسمه " التقاطيع " عند أهل مكّة ، كما يُعرف في السودان بإسم
" الكموّنيا "
• لا أدري لماذا أنشغلت بالتفكير في مسألة الحظّ..!
وكيف وعلى المستوى الشخصي ساندني الحظّ مراراً فحققت مالم أكن قادراً في الأساس على تحقيقه كما وخذلني في مواقف كنت متأكداً فيها من قدرتي على إصابة هدفي ولو كنت معصوب العينين !
• إنها الحياة ....ببساطة !
هناك من يؤمن بالحظ كمؤثر فاعل في حياة كل إنسان ...وهناك من لايروق له الحديث عن الأوهام وماالحظّ من وجهة نظره..إلا وهماً.
والذين لايؤمنون بالحظ...ودوره هم في الغالب أناس لايؤمنون سوى بالعمل.
فهم يرون ان السماء لا تمطر على النائم الواهم ذهبا ولا فضّة ولاحتى نحاساً ، إنما بالعمل والإجتهاد يمكن للإنسان المثابر أن يمتلك مناجم الذهب والفضة والنحاس.
ويحقّق كل مايريد.
من اقلّ التفاصيل قيمة الى أكثرها تعقيدا وأهمية ..استعرض المشاهد وأتعجب .
وأجدني ممن يؤمن بوجود " الحظ " كحقيقة قائمة في الحياة ، للحد الذي يجعلني متأكدا ومقتنعا بأن السماء تمطر وقد أمطرت " ذهبا وفضّة ونحاسا " على الكسالى والنائمين ..!
بل وأهدتهم حتى الجوارب الدافئة السميكة ...والتبغ !
...
مشهد باسم :
بيدك علبة " مرطبات " وأمامك وعلى بعد 7 أمتار .حاوية مهملات ...،
ترفع يدك وبكل هدوء وخفّة تقذف بعلبة المرطبات في الهواء ..لتستقر في قلب صندوق النفايات ..وكأنك ساحر !
تبتسم وتمضي !
في اليوم التالي ومن مسافة أقرب بكثير تكرر الأمر ..فترتطم قذيفتك بحافة الصندوق لترتدّ وتلطخ ثيابك !
بل وقد تكررها 30 مرّة ولكن ولا في مرّة تنجح كما نجحت في أول مرة !
إنه الحظ !
ومن القصص التي لا يكاد يصدقها العقل أحيانا ولكنها كانت واقعية وابطالها مازالوا على قيد الحياة...
أتذكّر قصة طريفة ومدهشة في نفس الوقت حدثت في السعودية وكانت بطلتها " عاملة منزلية " من شرق آسيا ..
تعمل براتب 110 دولارات في منزل واحد من أهم مشاهير المال والأعمال في الوطن.
والذي في أيامه الأخيرة ساءت صحّته جدّا للحدّ الذي اصبح فيه لايملك القدرة على ضبط نفسه فتحوّل كالطفل الصغير الذي يحتاج لعناية ورعاية أمه ..كلّما لطّخ حفاضاته الصغيرة وملابسه بالبقع والروائح !.
كان هذا الرجل رحمه الله لايمكنه السيطرة على مخارجه كما لايمكنه النهوض لقضاء حاجته
بل كانت حالته تستدعي وجود من يتولى مهّمة تنظيفه ومتابعة شؤونه.
لم تقم بالدور زوجته أو زوجاته ولا أبنائه ولا أيٍ من بناته !
بل أوكلت المهمة لبطلة القصة ..." العاملة المنزلية " وكانت المسؤولة عن تنظيف الثري الذي وصل إلى أرذل العمر !
ولأن الأمر كان يستوجب كشف جسده بالكامل ، ولأنه مسلم ، ولأن هذه العاملة المسكينة لايحق لها وليس بواجب عليها أن تعرّي رجلا غريبا أمامها لتنظّفه وتعيد ترتيبه....فقد قرّر الرجل - ان يريح ضميره -وذلك بأن يتم عقد قرانه عليها لتصبح زوجته التي لا يضيرها أن تراه أمامها عاريا بالكامل او وكما يقال " رب كما خلقتني " !
وبعد أيام ليست بالكثيرة أخذ الله أمانته !
مات الملياردير الشهير ...لتتحول العاملة المنزلية الأسيوية الفقيرة الى " مليونيرة " ثريّة...بعد أن نالها من الأرث عشرات الملايين من الريالات....
وليست هذه القصة هي القصة الوحيدة المدهشة التي حدثت تفاصيلها في محيطي وكنت شاهدا على تفاصيلها او قريبا منها ...بل أتذكر قصصا أكثر.
وقد اسردها لاحقاً..إن عشت لأروي الحكاية !
الحظ !
متى وقف الى جانبك ومتى خذلك ؟
وإن كنت ممن لايرغب في طرق الشخصي من التفاصيل ، فهل تتذكر قصصا واقعية مدهشة من حياة الغير...وكان مايُسمى بالحظ هو اللاعب الرئيس في تفاصيلها المثيرة ؟
لكن وقبل ذلك : هل تؤمن بالحظ ؟
التعليقات (0)