في واقع يشبه عالم "أليس" وبلاد عجائبها سيستلم الثور زمام الأمور لمدة سنة كاملة والتي كانت في عهدة الفأر بكل طاقته التخريبية التي لا تنتهي، والثور الذي أنهكته رماح لاعبي "الكوريدا" الإسبانية القاتلة وتلك الرايات الحمراء التي هيّجته طويلا وأتت على البقية الباقية من طاقته البلهاء سيكون سيد العالم لسنة كاملة وفق ما جاء في ثقافة أهل لاوتسي وكونفوشيوس.
سيكون الثور في كامل أبهته البلهاء وهو يقود زمام العالم فالعام عامه ومن حقه أن يفعل ما يشاء، ولأن حكمة الثور حالها كحال عسل الصرصور، فالعالم مرشح لهزات كثيرة بدأت إرهاصاتها الأولى مع نهاية عام الفأر، وينتظر أن تكون أكثر عنف ودموية مع الأيام القادمة، فلغة السلاح والنار تغلبت على لغة العقل والحوار إلى حين والتعصب تزداد حدته مع الأيام من كل جانب والأزمة المالية العالمية تحولت إلى اقتصادية شاملة سيذهب ضحيتها الملايين الجائعين الذين لم تغنهم سنين الرفاه التي قد تذهب إلى غير رجعة، والحروب من أجل الثروات الطبيعية ومنها الماء ستبلغ ذروتها، مثلما تندلع حروب عبثية قاتلة كتلك الحروب التي في لعبة "الكوريدا"، وقد ينتقم جلالة الثور في عامه بأن تكون الكوريدا مقلوبة فيتحول إلى لاعب مغامر ويتحول الإنسان إلى ثور هائج تستنزف قوته أمام جمهور سادي، وشيئا فشيئا تنتهي اللعبة القاتلة بان تنغرز الرماح تباعا على رقبته ويسقط مضرجا بدمائه وغير بعيدا عليه ذلك الثوب الأحمر الذي هيجه طيلة وقت اللعبة القاتلة.
العالم مثلما قيل في الخرافة الشعبية سيكون على قرن ثور هائج لا نعلم أين تقف قوائمه، والمهم أن تلك الكرة البيضاوية التي تملؤها الحروب والفتن والأطماع والتجويع، ستكون حتما تحت رحمة ذلك الثور، قد يحتفظ بها سنة أخرى ليسلمها إلى حيوان آخر وفق التنجيم الصيني، وقد ينقلها في كل مرة من قرن إلى آخر وعند كل انتقال تختلط الأمور أكثر مما هي مختلطة ويسقط الكثير من الضحايا الأبرياء، وقد تنهار قوى الثور قبل الأوان ويسقط هذا العالم في الجحيم الذي كان من صنع البشر.
التعليقات (0)