مواضيع اليوم

عالمية الأدب العربي.. كيف تتحقق؟

nasser damaj

2011-07-06 07:45:45

0

عالمية الأدب العربي.. كيف تتحقق؟ 
خليل الفزيع 

الأدباء العرب المعاصرون حققوا نجاحا ملحوظا في تحقيق عامية الأدب العربي، ومن عواصم عربية معروفة انطلقت قافلة العالمية للمنتج الأدبي المعاصر، وتوج ذلك بنوبل نجيب محفوظ، وهناك حالة لابد من الإشارة إليها، فمن الكويت انطلق مهرجان الشعر لعواصم عربية وإسلامية وعالمية، من خلال جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، لتقدم للعالم نماذج مشرفة من الشعر العربي قديمه وجديده، وضمن دورات الجائزة صدرت مجموعة من الكتب النقدية والدرسات البحثية والدواوين الشعرية، تشكل رافد كبيرا للحراك الثقافي العربي، كما يشكل عقد بعض دورات الجائزة وملتقياتها في عواصم عالمية، حضورا لافتا للثقافة العربية يشهده المثقفون الجانب، ليسهم بدور إيجابي في التعريف بالثقافة العربية عموما والشعر العربي خصوصا، ويقف وراء كل هذه الجهود شاعر أصيل المنهج، مجنح الكلمة، رشيق العبارة، دفعه حب الشعر ليس لإصدار أكثر من ديوان، بل لتبني هذا المشروع الشعري الضخم وهو مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وإنشاء مكتبة للشعر العربي تعد الأولى في عالمنا العربي، ولا ننسى الإصدارات المصاحبة لمهرجانات وملتقيات الجائزة التي تشكل تنوعا ثريا في المكتبة العربية، ومصدرا هاما لدارسي الشعر العربي في عصور وأقطار كثيرة، وهذه جهود لا يمكن إلا الإعجاب بها وتقديرها.
أزاء كل هذه الجهود لم يكن غريبا أن يحظى الشاعر عبدالعزيز البابطين بالتكريم من مؤسسات عالمية ذات اهتمام بالشعر العالمي، وقد قام السيد فلاديمير توسي حاكم مدينة فيرونا الإيطالية بمنحه باعتباره رئيس مجلس أمناء جائزة عبدالعزيز بابطين للإبداع الشعري ميدالية الشرف الذهبية للمدينة، مقترنة بالمواطنة الشرفية لها، تقديرا لدوره في خدمة الثقافة والشعر، واحتفاء بإسهامه المميز في تعزيز الحواربين الحضارات، وتم ذلك في احتفال كبير أقامته حاكمية مدينة فيرونا في شهر يونية الماضي بحضور نخبة من شعراء العالم، وفي التاريخ نفسه أعلن الأديب العالمي جورجيو باسكوا رئيس الأكاديمة العالمية للشعر، المنبثقة من منظمة اليونسكو أن مجلس الأكاديمية المؤلف من خمسين من كبار شعراء العالم بينهم ثلاثة من الحاصلين على جائزة نوبل، أعلن قرار مجلس الأكاديمية ومقرها مدينة فيرونا، باختيار الشاعر عبدالعزيز البابطين رئيسا شرفيا للأكاديمية خلفا للشاعر العالمي الكبير ليوبولد سنغور، ويأتي هذا التكريم تقدير للجهود وللإسهامات الكبيرة للشاعر البابطين في خدمة الشعر والثقافة، وفضلا عن ذلك أعلن رئيس الأكاديمية أنها منحت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري مقعدا دائما في الهيئة الإدارية العليا للأكاديمية مما يعطيها الحق في تسمية ممثل لها في هذه الهيئة، كما اعلن السيد باسكوا عن اعتبار المؤسسة عضوا في لجنة تحكيم الجائزة الدولية السنوية التي تحمل اسم الشاعر كاتوللو، وهي لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء.
هذا التكريم الشخصي للبابطين يعتبر أيضا تكريما للمؤسسة ومنهجها ومجلس أمنائها، بل هو تكريم للشعر العربي ممثلا في واحد من مبدعيه وعشاقه والعاملين على دعمه في زمن أصبح فيه الشعر المتميز عملة نادرة، كما أصبح السعي لنشره عالميا عملية لا يقدم عليها إلا أولي العزم من الشعراء، في زمن بدأت فيه الجهود حثيثة من جهات معلومة ومجهولة لتذويب الثقافات القومية، لتنصهر في بوتقة العولمة، التي تهيمن عليها ثقافات دول دون غيرها، دون ان تتاح لمعظم ثقافات العالم المشاركة في إنتاج هذه العولمة بعد تم تأطيرها في نطاق القطب الواحد، وهو أمر يستثير همم الحريصين على ثقافاتهم، والشعر هوأبرز وجوه هذه الثقافات، وما أحوج أدبنا العربي عموما وشعرنا العربي خصوصا للجهود الرامية لحمايته من العبث، والعمل على ازدهاره وانتشاره وتألقه. وبمثل هذه الجهود تتحقق عالمية الأدب.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات