عاصفة الحزم

عاصفة الحزم ... اللعب بالنار
وبلادنا العربية تعيش حالة من التشرذم لم يسبق لها مثيل . تغامر بلاد آمنة مطمئنة بمغامرة ربما غير محسوبة العواقب كما هي عادتنا نحن العرب . وأذكر باجتياح الكويت. ..ومن قبل إيران . وأفتعال أزمات بعيدة عن النقطة المركزية.

فعاصفة الحزم على كل ما فيها من حزم تسرعت استعجالا ولن اقول افتعال الحزم وللأسف كان الحزم مع ذوي القربى. .بينما من يستحق الحزم ينعم بسلام ...
يشكل أبناء الجالية اليمنية في السعودية نسبة لا يستهان بها ، تقول تقارير ان عددهم وصل الى اكثر من مليون وجميعهم من العمال الذين تلقوا تعليما متوسطا . بل هناك كبريات العائلات والعشائر اليمنية التي تقيم في السعودية وهم من أطياف مختلفة وهم من كبار التجار واصحاب رؤوس الاموال ، ولن نتجاهل المذاهب الإسلاميةالمختلفة ..وهؤلاء يعيشون في السعودية بصفة قانونية وتقول دراسات ان نسبة الشيعة في السعودية تتجاوز 10/100.
...وثمة الكثير بل الكثير جدا من الذين يقيمون فيها إقامة غير شرعية. .وهنا مكمن الخطر ..فهؤلاء قنبلة موقوتة ، غير معروف لهم اسم أو عنوان أو عمل ..ولا يوجد لهم قاعدة بيانات عند السلطات السعودية. .وتقول دراسات ان نسبة الجرائم في السعودية هي الاعلى للاصول اليمنية .
ثم هناك مشكلة الاضطرابات الداخلية من القطيف والطائف وغيرها ..إلى جانب الحدود في المناطق الخمس. ..نجران عسير جيزان خميس مشبط والقصيم. ..وهذة مناطق سعودية السيطرة يمنية التوجه لا بل الكثير من السياسيين اليمنيين يعتبرونها يمنية محتلة .
ولن ننسى خطر الارهاب المتمثل بالجماعات المسلحة التي في العراق وسوريا ..وتمددها بسرعة تثير الخوف ..واخشى من تكوين حواظن اجتماعية لها في بيئات اعتقد ان مهيئة نفسيا واجتماعيا ودينيا .
أخشى أن تكون السعودية قد سقطت في مستنقع الأزمة اليمنية. .والتي بكل تأكيد ستمتد إلى أفق أوسع كثيرا مما يعتقد الكثير من أصحاب القرار .خاصة وان الازمة اليمنية ذات جذور عميقة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ..ولا يبدو ان لها بوادر انفراج قريب ..وستمضي الى مراحل اكبر واكثر تصعيدا ..ومجرد جوارها للسعودية يعد امر مقلق ..وجيش كبير لدولة كبيرة ذات قيمة كبيرة كالسعودية لا بد ان تكون مستهدفة من قوى كثيرة ليس اخرها اسرائيل ..والتي ارى ان لها مصلحة في انهاك الجيش السعودي واشغاله بحرب جانبية .. نحن قلقون على السعودية من موقع العروبة والاسلام والمحبة الشخصية .
كان الأولى بالسعودية أن تولي اهتمامها إلى عملية البناء الداخلي والتأسيس على ما تم إنجازه. .
ولعل بوادر الأزمة التي نتخوف منها ظهرت بتفجير الحسيينيات في الجنوب ...ومن هنا مكمن الخطر ...من خوفنا على الحبيبة السعوديةواهلها .
واننا على ثقة بقدرة القيادة الحكيمة على تجاوز الازمة وادارتها .