في ال15 من عمري اهداني مراهق مغرم بمناسبة عيد العشاق عاشق ومعشوق و العاشق والمعشوق هما عصفوران ذكر وانثى نجمعهما في قفص واحد نحن البشر ونتبادلهما هدايا بمناسبات غالبا ما تأخذ طابع الغرام والعشق .
لم اكن من هواة الطيور والعصافير ولكني عشقت الطيرين العاشقين وتعلقت بهما الى درجة منعتني من اطلاق اسرهما على الرغم من عشقي للحرية واتهامي لذاتي بسجن عشق طائر بقفص حديدي اناني..
اقل من اسبوع ومات العاشق ولم تنتظر "المعشوق" يوما واحدا بعده فالتحقت به الى تحت تراب حديقة المنزل حيث رغبت ان ادفن حبهما معا الى الابد بعد ان اخبرتني جدتي ان هذا النوع من الطيور لا يعيش من دون شريكه واذا مات الاول يقود الحزن على فراق الحبيب الثاني الى الموت.
امس اعادني تقرير لصحيفة ديلي تلغراف الى الطيرين العاشقين اذ نقلت الصحيفة دراسة لاختصاصيين في امراض المناعة في جامعة بيرمينجهام اظهرت ان ازدياد الضغوط العاطفية والاكتئاب اللذين ينتجان من الحزن لفقدان حبيب، قد يتعارض مع عمل نوع من الخلايا البيضاء، هي الخلايا العدلة neutrophils، المسؤولة عن مكافحة الإصابات البكتيرية، مثل داء الرئة.
وبالتالي ان الحزن على فراق الحبيب قد يؤدي فعلا الى الموت لأن من شأن ذلك ان يضعف قدرة الجسم على مكافحة البكتيريا.
طبعا لا اعلم اذا كانت الدراسة البريطانية قد اجريت على طيور او على بشر ولكني استطيع ان اجزم ان اي عاشق لا يستطيع ان يستمر بحياة سعيدة اذا سرق الموت منه عشقه..لا شيء اصعب من الموت ولا شيء احلى من الحب فكيف اذا سرق أمر شيء في الحياة احلى ما فيها..
لا يعيش العاشق من دون المعشوق ,صدقت جدتي وصدقت الدراسة وليحيا الحب.
(للمرأة اليوم عدد هذا الاسبوع)
التعليقات (0)