يا ساهِرَ الليل انثرْ حَوْلـَكَ الـوَهَجـا
واعْـزفْ لنا نَغَمـاً قد لامَـسَ المُهَجـا
أطلِـقْ من الأسْـرِ آهـاتٍ مُـعَــذَّبَــةً
من طولِ كِتْمانِها تـَسْتـَلْهِمُ الفَرَجـا
يا مَنْ حُروفُكَ صارتْ ذاتَ أجنحـةٍ
سِرْبُ المعاني بها للقلـبِ قـد وَلَجـا
طرَّزْتَ منها حَواشي الليلِ وانهمَرَتْ
أنغـامُ عَـزْفِـكَ حتى فجْـرُنا انبَلَجـا
وما عجزْتَ عن الإفصـاح فـي زَمَـن
الصّمتُ فـيه بعُمْقِ الليلِ حينَ سَجَى
عـلى يَـدَيْـكَ يَـرفُّ القلبُ مُنتشـيـاً
نحـو الحبيبِ الـذي يَلقـاهُ مُبْتَهِجــا
سَــما بـكَ الفَـنُّ لا وَهْـنٌ ولا كـَـدَرٌ
وفـي رحـابكَ صـارَ الهـمُّ مُنْفَـرِجـا
وهوّمَـتْ في صـفــاءِ اللـيل أغـنـيةٌ
من وَحْي سِحْرٍ هَمَى بالحُبِّ فامْتَزَجا
خَبِّرْْ مُحِباً بــه الأدواءُ قـد سَـكَنتْ
وأوردَتْـهُ عَــذاباتُ الهَـوَى لُجَجـا
إن جاء يَبْغي امتلاكَ الحبِّ في زَمَنٍ
قـد لَـوَّنـَتـْهُ ظروفٌ تَزْدَري الحُجَجا
فليس يَجْني سِوى الأشواكِ مُنْهَزِماًً
إذ حاصَرَتْهُ فعادَ الـصّبُّ مُـنْـزَعِجـا
يا عازفَ العُـودِ رَدِّدْ لَحْنَ مُنتحِبٍ
قد ودّعَ الخِـلَّ لا يَدري إن ابتهَجـا
وصُنْ شـكاوى مُـحِبٍّ شََــفَّـهُ ألَـمٌ
إذ طلـَّقَ الحبَّ ـ يوماً ـ مُكرهاً فَنـَجا
وتـلْـكَ دُنـيـا مِـنَ الأحلامِ يَنْسُجُها
صَـبٌّ تَمادَى بحُبِّ الغيدِ قـد لَهَجا
فـلا تَلُمْـهُ وعـانـقْ مـن حِــكايَتـِهِ
لَحْناً جَمـيلاً بِـهِ قـد تـَنـْثـُرُ الأرَجـا
ما كُلُّ منْ سَـاقَهُ شوقٌ لِدَرْبِ هَوى
يَـنالُ بُـغْـيَـتـَهُ..لـو يَمْنحُ المُهَجا
التعليقات (0)