في الحي الذي نسكن فيه كمجتمع متفاهم , هناك جار مزعج و ثقيل الظل , لا يترك شيئ الا و يحشر أنفه فيه , و عندما يرى مجموعة يندس بينهم و يبدأ بطرح مواضيع سخيفة , فمثلا إذا تحدث عن العدالة ضرب مثالا بالطربوش أو البنطلون و هكذا يلخص العدالة , و إذا تحدث عنا الحرية , استشهد بالمايوه أو التنورة , و إذا تحدث عن الحضارة و التقدم ضرب مثلا بأسخف الأمثلة , و ينظر إليه الجميع و لا يعرفون كيف يصنفون هذا الرجل , هل هو سخف فيه أم ضحالة بالتفكير , أم مجرد الحديث بفائدة أو بدون فائدة , و عندما يجادله أحد يبدأ بالصراخ و السب . فأخذ أهل الحي ينفرون منه الواحد تلو الآخر , فأحس أنه غير مرغوب فيه , فاعتزل الحي و أغلق باب البيت على نفسه , وهذا طبعا لم يمنعه من التلصص من الشبابيك من وراء الستائر ! لم يفتقده أحد بالحي بينما كان يظن أن الجميع سيهرعون لاسترضاءه , و أخذ يصرخ بأنه لن يخرج إلى الشارع و أن الجميع سوف يندم على ذلك , و عندما طال انتظاره قرر الخروج فظن الجميع أنه قد تعلم من هذا الدرس , ولكنه عاد بقصص و مواضيع تدل على تصميمه على البقاء في نفس جهله و فراغه الفكري و إنما الهدف أن يجعل من نفسه انسان ذو مكانة و لكن للأسف الجميع تمنى أنه لم يخرج من عزلته .وبقي فتره اظول عله يعرف اسلوب التعايش مع الناس
التعليقات (0)