علي جبار عطية
الأربعاء 23-11-2011
اثار رحيل الناقد الموسيقي عادل الهاشمي قبل عيد الاضحى الشجون اذ ان غيابه يعني غياب ثقافة من نوع خاص وكاتب ظل يغرد خارج سرب الوسط الفني القائم اكثره على العلاقات الشخصية والمحاباة والمجاملات. ظل الهاشمي صامداً برغم الماكنة الاعلامية الضخمة التي كانت تدير الثقافة والاعلام وتجيرهما لصالح الدكتاتور .
عرفت الفقيد عن قرب في جريدة الجمهورية ومن خلال كتاباته خاصة تلك المتعلقة بقراء القرآن الكريم فقد كانت له اراء قيمة باصوات القراء العرب وهو يرى ان القراءات القرآنية تعلم ضبط حركات الحجاب الحاجز وتسبب تبرئة اللسان من كل شائبة في النطق وتعلمك البلاغة في الاداء وسلامة الاستخدام .. كان الفقيد مثالاً في الادب والدماثة والتواضع وكنت اشعر ان موقفه من كاظم الساهر يضمر فيه معارضة للسلطة وكان الهاشمي يهاجمه ويتهمه بأنه بعيد عن البيئة العراقية وان الحانه مزيج من الالحان التركية و الهندية بل حتى كلمات أغانيه هجينة عن بيئتنا فهل رأيتم حلوة نزلت في البحر مثلاً كما يرد احدى أغاني الساهر! ، كنت ابحث عن دليل يظهر ان اراء الهاشمي تبطن معارضة للسلطة وتعززت قناعتي بعد رحيله اذ قرأت حواراً للراحل نشر في ملحق فنون جريدة الصباح العدد 2394 في 20 / 11 / 2011 يقول فيه الهاشمي :
(صدام حسين الجبروت والطاغية عند اجتماعه ذات مرة بمجلس الوزراء قال : ان الساهر يعادل (80) سفيراً ،ذكر لي ذلك محمد سعيد الصحاف وقلت انا في ثاني يوم لهذا الاجتماع وعبر استضافة تلفزيونية : ان كاظم الساهر عبارة عن اكذوبة في الغناء العراقي .. انا لست مجنوناً لاسلم رقبتي للطاغية ولا ادعي بانني لا أخشى النظام لكن قلت ذلك ايماناً بالمعايير العلمية للنقد الموسيقي...) .
طبعاً ان هذا الكلام كان يعني الانتحار في تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق ومع ذلك صدر من هذا الرجل الشجاع في حين كان من يتعرض بكلمة للمغنية (مي أكرم) يسجن ما لايقل عن ستة اشهر لانها عرفت باغنية (الف مبروك انتصرنا) !!
فتحية للناقد الراحل عادل الهاشمي وعليه رحمة الله فقد كان معارضاً للرداءة من موقعه في حين كان هناك من يتبرع ان يكون مع الطبالين !
التعليقات (0)