بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران / 103
انطلاقاً من حرص التحالف الوطنيّ العراقيّ على مواصلة مسيرة العراق الجديدة، ومتابعة جهوده في تحقيق الأهداف الوطنية، وخدمة مصالح المواطنين العراقيين على الصُعُد السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والخدمية، ومواجهة التحدّيات المُحدقة بالعراق والتي تهدد أمنه، وسلامته، ووحدته فإنه يناشد كلَّ القوى الوطنية الخيرة، وفي مقدّمتها القوى السياسية التي تشكِّل برلمانه وحكومته، وتعبِّر عن إرادة شعبه أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية في هذا الظرف العصيب أكثر من أيِّ وقت مضى؛ لتفويت الفرصة على أعداء شعبنا العراقيّ العزيز، وقطع الطريق أمام إرادات الشرِّ التي تحاول النيل من وحدته وسيادته، وتشيع ثقافة الفرقة والتناحر بدلاً عن الوحدة والتكاتف لمصالح أجنبية وأجندات خارجية تستهدف تمزيق أواصر المحبة والتعايش بين أبناء شعبنا الواحد.
إنّ مسيرة شعبنا العراقيّ المظلوم المضمَّخة بالدمع، والعَرَق، ودماء شهدائنا الأبرار وفي طليعتهم الشهيدان الصدران، وشهيد المحراب، والشيخ عبد العزيز البدري، وشهداء حلبجة والذين واجهوا أعتى طاغوت في تاريخ العراق والعالم مُلقية ًبه في مزبلة التاريخ.
إنّ هذه المسيرة تتطلع بكُلِّ أمل إلى جميع القوى السياسية الوطنية العراقية أن تنهض بدورها البنّاء في إقامة جسور المحبة والثقة بين جميع مكوِّنات الشعب العراقيّ القومية، والدينية، والمذهبية، والسياسية؛ حتى يتبوّأ العراق موقعه في صدارة الدول بما يتناسب وما حباه الله –تعالى- من إمكانات بشرية وثروات مادية.
إنّ التحالف الوطنيّ بوصفه الكتلة السياسية الأكبر، ومن خلال هذا المنظور الوطنيّ يعتبر كُلَّ صوت متخرِّص يحاول النيل من وحدة الصف، وزرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقيّ الواحد سيؤدّي حتماً إلى إضعاف العراق، وعرقلة مسيرته، بل ويُودي به إلى هاوية التمزُّق والدمار.
لقد بذل التحالف الوطنيّ مع شركائه في بقية التحالفات السياسية، وعلى هدي نهج المرجعية الدينية الرشيدة كُلَّ الجهود المُضنية والبنّاءة لوأد الفتنة الطائفية، ووقف بكُلّ جدّية وحزم أمام أيِّ محاولة من شأنها تصديع الوحدة.
وهو من موقع وعيه الوطنيّ، وإيمانه العميق بأنَّ أبناء شعبنا شيعة ًوسنة، عرباً وأكراداً وتركماناً، مسيحيين وصابئة وإيزيديين وشبك يشكّلون لُحمة واحدة، وهم جميعاً مادة هذا الشعب، وأصل وجوده فإنه يفرّق بين أيّ مُسيء مخرِّب، أو طائفيٍّ حاقد، وبين خلفيته المذهبية والقومية؛ لذا فإنه يطالب جميع القوى السياسية الوطنية بأن تقف وقفة حازمة، ومسؤولة أمام أيِّ محاولة لشقِّ الصفِّ الوطنيِّ؛ حتى يعلو صوت الوطنية العراقية على كُلِّ النعرات، والأصوات الشاذة، ونسدّ الطريق أمام صُنّاع الفتن المتربّصين بأبناء شعبنا الدوائر.
إنّ ما شهده مسرح محافظة الأنبار العزيزة التي صدحت بصوت انتفاضة الشهيد محمد مظلوم الدليميّ في وجه النظام الدكتاتوريّ البائد من خطاب إعلاميّ بغيض، ونعرة طائفية مقيتة صدرت عن نواب ومسؤولين من هذه المحافظة يتطلّب موقفاً وطنياً مسؤولاً من أبناء هذه المحافظة العزيزة بقواها السياسية الوطنية، وعشائرها الكريمة، وشبابها الواعي الغيور على وحدة بلده لقطع دابر الفتنة، ونبذ هذا الصوت الشاذ الذي لم ولن يمثـِّل إلا شخصه.
كما إننا نطالب رئاسة مجلس النواب والكتل السياسية المُمثـَّلة فيه باتخاذ خطوات حازمة وسريعة بحق النواب والمسؤولين المُشار إليهم؛ إلتزاماً بالمادة الـ(7) من الدستور؛ لأنَّ استمرار وجود مثل هؤلاء في البرلمان والحكومة يمثـّل اعترافاً بالنهج الطائفيِّ المقيت، والمحظور، وإساءة بالغة لكرامة الشعب العراقيِّ، ووحدته الوطنية.
إننا على ثقة بأنَّ عُرى الوحدة الوطنية العراقية، وجسور المحبة والثقة بين مكوِّنات الشعب العراقيِّ المختلفة ستبقى أقوى من كُلِّ محاولة رخيصة، وإنَّ مثل هذا المفارقات الشاذة لا تزيد مسيرتنا إلا ثباتاً وقوة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
التحالف الوطنيّ العراقيّ
بغداد
2012/12/26 م الموافق
12 صفر 1434هـ
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1256
التعليقات (0)