مواضيع اليوم

عائشة أمْ بلاشفة

عبدالأمير جاووش

2010-10-09 09:29:32

0

عائشة أمْ بلاشفة


   أن كتب المسلمين تحفل بالكثير من الروائع , وأيضا تضم كثير من السلبيات , وهذا شأن كل فكر عملاق يزخر بتاريخ متحرك .

ولكن من الغريب ان يستغل افراد تافهون هفوات التاريخ المجيد ليصنعوا تاريخهم الممسوخ , كما حدث في مطلع القرن الماضي , اذ استغل الملحدون ممن يدعي القومية العربية مثل الزهاوي والرصافي بعض الروايات المبالغ فيها أو الموضوعة مثل حديث الافك لينالوا من اخلاقية الاسلام عن طريق الطعن في سيرة ازواج الرسول (ص) . وتلك الحركة كانت مرتبطة بجهات خارجية لا تخفى على الباحث المدقق .


في هذه الايام تتصاعد حملة أبناء عائشة ام المؤمنين , ولكن تتوجه الحرب النفسية وعملية الانتقام ضد الشيعة عامة والامامية منهم خاصة , بدلا من مواقع الملحدين ومواقع ورسوم المتشددين من ديانات اخرى .


والاكثر عجبا وغرابة !! ان نفس اصحاب الحملة يؤكدون حديث الافك بما يوحي الظن بالسيدة عائشة – وحاشا لها – ثم يجعلون برائتها بنص غيبي يحتمل التأويل !! وهذا يوحي بأن الحرب النفسية موجهة ضد المسلمين وليس ضد السياسين من الشيعة او غيرهم , أي غير محصورة في دائرة الصراع السياسي الاقليمي .


ان المساس بشخصية الرسول الاعظم (ص) سيؤدي الى تصدع الجبهة الاسلامية , خصوصا عند الشباب من اهل السنة الذين يميلون الى التحليل العقلي والتفسير العلمي , والرواية مستخرجة من كتب يحترمونها , دون ان يكلف احد رجال الدين نفسه بالبحث عن الدليل العلمي لتكذيبها أو تبيان البراءة على ارض الواقع , والكلام يشمل كل رجال الدين دون استثناء الذين وقفوا متفرجين على رسوم الكاريكاتير التي تنال من نبيهم الكريم (ص) , وبدلا من ان يبحث مجتهدوا المذاهب عما هو عملي ونافع للأمة صاروا يطالبون بالفيدرالية المذهبية . ولعلهم يجهلون ان الحرب الباردة تسبق الحرب الساخنة , ولكن الحرب ليست دائما تكون آخر الحلول الدبلوماسية , فأحيانا يراد بالحرب تغيير العقيدة من خلال عمليات غسيل المخ الجماعي .


ان شن هجوم بالمعلومات المبرمجة على نفسية الخصم لغرض الحاق الهزيمة المعنوية به , لهو من الاهداف المهمة التي تمهد لتحقيق الاهداف الرئيسية على ارض الواقع .


والمقصود بالمعنوية هي المباديء التي يستمد منها الثقة والامل والتآصر في اي مجال مدني أو عسكري أو غيره .كما تفعل الجهات الدينية المتصارعة الآن من التقويض المعنوي للشباب المسلم (بغض النظر عن الاتجاه المذهبي ).
قد تعرف الحرب النفسية بأنها استخدام ايحائي مخطط لمعلومات مصطنعة من قبل جهة للتأثير على جهة اخرى لأجل تحقيق اهداف معينة . فالحرب هي تنظيم ضد العقول , وليس الابدان العدوة فقط .


وهذه الحقيقة واضحة في كتابات العسكريين في كل الاجيال . مثلا لا يمكن تحطيم عقيدة مجموعة من البشر بالعنف , لأن القوة وحدها لا يمكن ان تغير افكار الرجال , ولكن عند منع وسائل التخاطب الجماعيبين افراد الامة أو الشعب المغلوب , تضمحل العقيدة المغلوبة ويصبح الشعب المغلوب , قد قبل العقيدة الجديدة .


لقد ظهرت الزعامات الدينية المنفردة , لأن الوضع العسكري يفرض الدكتاتورية في القيادة , والطاعة للعقيدة وللزعيم عناصر اساسية دافعة للحرب . والجندي رجل متعصب وان اقلاب عقيدته مقيد مقيد بالجذر في طريقة التعرض للمواضيع المقدسة .
لأن العقيدة هي منظومة من المقدسات المغروسة عن وسائل جذرية في الحياة البشرية والعلاقات البشرية , ولها اثر محوري في التعبئة او الهجوم . مثلا لجأ الشيوعيون في منتصف القرن الماضي الى اسلوب النكتة الساخرة للنيل من الله ورسوله , كمقدمة لزرع الالحاد في النفوس , لأن تلك القيم تكونت نتيجة التربية الاجتماعية , وكثيرا مما ينسب الى حكم الطبيعة البشرية هو نتاج أوضاع ونظم معينة , وكان لأستمرارها أو الرغبة في المحافظة عليها اثر فيما يعزى الى القدرات الفطرية التي لا يمكن تغييرها .


واليوم فأن حزب العرعور ينظمون حربا نفسية ضد المسلمين لأسباب لا يعلمها الا دعاة القومية الملحدة , وحسب مباديء تلك الحرب فأن :


1- التخطيط : الذي يعني الدراسة العلمية وبالذات اساسية العلوم الانسانية في الموضوع لأن الانسان هو الهدف , لذا يراعى في الاستخدام عناصر الحرب من التصعيد والتحشيد والتعبئة ... الخ

2- الارتكاز على معلومات صحيحة ولو بشكل نواة يبنى عليها الكذب , ثم تصاغ بشكل متناسق يتلائم وعقلية الهدف وضمن ظروف المحيط , دون ان تكشف النوايا الحقيقة لمصدرها كالفتوى التي اصدرها مفتي مكة بتكفير الشيعة او الطعن الذي صدر من احد الشيعة المغمورين بحق السيدة عائشة .

3- التدرج في الطرح كخلق جو القلق او بث ثقافة الخرافة او التشكيك في بعض القيم .. الخ ثم التأكيد على الاسس الداعمة للجانب الصحيح من الدعاية , بعدها الترويج بالمعلومات المقصودة واخيرا الايحاء بالاحتمالات المكملة لها . وهنا يجب التأكيد على صحة الادعاء , وتنسيب المعلومات الى مصادر قوية , وتكرار المعلومة بأساليب مختلفة , واستثمار كل ما يلزم لتعزيزها وفقا لما يستهوي رغبة الهدف كالرسم والشعر وغير ذلك .

4- استنفار طاقة الترويج مثل استخدام كل وسائل الاعلام ( المرئي والمسموع والمكتوب , والجمعيات والهيئات الاجتماعية , مع حملة الرتل الخامس ) ومحاولة التأثير على الشخصية الضعيفة .

5- لأجل ان توفر جهة التصدير المناعة لمجتمعها ضد اكاذيبها ( لأن الاشاعة قد تكون ذات حدين ) يجب تحديد عدو وهمي عند عدم وضوح جهة العدو , او اختراع وهمي لما يهدد المصلحة العامة للمجتمع لأجل دفع الافراد نحو الالتفاف حول القيادة المزعومة للتحرير والتصدي .

6- توضيح الغاية في كل مرحلة , مثل توجيه الحقد نحو الشيعة او زج المحايدين في الصراع كمحاولة زعزعة الانسجام في المجتمع السوري , او التشكيك في المباديء الاساسية للخصم مثل فكرة المهدي التي اقر بها كل المسلمين . ويفضل عدم التفكك في تكامل المراحل مثل التناقض بالكذب الفاضح أو التراخي بالمدة الزمنية او التبذير بالجهد او التقليل في المخطط من عناصر الحرب كالتحشيد والمباغتة ... الخ .

   ان خلق حرب بين المذاهب الاسلامية لن يتوقف عند حد معين لأن الكتب الاسلامية عامة لا تخلو من اخطاء وهفوات بسبب الظروف السياسية التي مرت بها الامة ولغزارة الفكر الاسلامي . والسعي لتوحيد المسلمين تحت لواء العرعور والعرعوريين لن يسفر الا عن مزيد من الاضرار للأمة وفي كل النواحي مثلما اساء الصداميون .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !