بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل بإذن الله تعالى
زاد عدد اليهود من 50 ألف سنة 1918م إلى 600 ألف سنة 1948م، وكانوا على أعلى درجات القوة والتدريب و الصحة والمال ...، وما إلى ذلك من أمور رسّخت أقدام اليهود داخل أرض فلسطين .
ومع ذلك لم يفلح اليهود في شراء أراضي فلسطينية بعدما صرفت أموال كثيرة لاقتصاده داخل فلسطين .
هنا ظهرت المقاومة الفلسطينة بعد سنتين من دخول الانجليز الذي كان أنداك أكبر قوة في العالم كله، قاوم الشعب الفلسطيني الاحتلال بطرق سلمية، بحيث لم يكن لديهم سلاح لمواجهة العدوولا أموال، ولا تأييد عربي ولا وجود للخلافة العثمانية المساندة لفلسطين، فكانت المؤتمرات تعقد كل سنة و المسيرات و المظاهرات ؛ كان يقود هذه الثورات المفتي أمين الحسيني، و المؤتمرات موسى كاظم الحسيني( وعائلة الحسيني من أكثر العائلات التي قاومت الانجليز داخل فلسطين)
إلى أن ظهرت شخصية في غاية الأهمية، غيرت مجرى الأحداث ، وبثت روح المقاومة في نفوس الفلسطينيين
عز الدين القسام رحمه الله ، رغم انه كان سوريا وكان من قبل يقاوم الإحتلال الفرنسي داخل سوريا، فقد حاول الفرنسيون إقناع الشيخ القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته وإغرائه بالمناصب، إلاّ أنه رفض عرضهم، ونتيجة لإصراره على خط الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي في اللاذقية وعلى مجموعة من أتباعه بالإعدام، وطارده الفرنسيون فقصد دمشق ومنها إلى فلسطين
وهنا قاوم الإحتلال الإنجليزي اليهودي.
عز الدين القسام المدرس في الأمور الشرعية كوّن جماعة صغيرة، حضها على المقاومة والتدريب المنظم، و استكمال الأبعاد المختلفة بحيث كانت هذه الجماعة تضم ؛ فرع إقتصادي و آخر اجتماعي و سياسي و عسكري، دربها على السلاح لعدة سنوات، ثم انتقل إلى ميدان العمل ليعلن : الثورة العسكرية المسلحة في أرض فلسطين ، وذلك سنة 1935م، وبعد شهر من هذا الإعلان استشهد رحمه الله تعالى، ضربه الانجليز بصاروخ يوم 20 يونيو من نفس العام.
واستشهد البطل ، وظن الانجليز أن المقاومة خمدت باستشهاد زعيم الثورة العسكرية، لكن حدث العكس، فباستشهاد عز الدين القسام أشعلت الثورة الفلسطينية في كل مكان
سنوات بعدها، وآلاف العمليات الفدائية ضد الإنجليز واليهود، ومن يوم عز الدين القسام إلى يومنا هذا ما ترك الفلسطينيين سلاحهم أبداــ نسأل الله تعالى لهم النصر و الثبات إلى تحرير الأرض كاملة ــ فالجهاد فرض عين على المسلمين حتى تحرير الأرض، وهذا ما فقهه عز الدين القسام و المقاومين من بعده، ولازالت كلماته راسخة في الأذهان : "ليبع كلٌّ منا كل ما يمتلكه ويشتري السلاح لتحرير فلسطين"
خلال أربع سنوات من الجهاد سقط من الإنجليز 10 آلاف قتيل، ومن اليهود مثلهم، طبعا لن يكون هذا دون مقابل ؛ فقد استشهد من المسلمين 12 ألف و هدّمت 40 الف دار، و 10 آلاف من الجرحى
لتبقى القضية حية في نفوس المسلمين.
سنة 1939م دخل العالم الحرب العالمية الثانية
كان جيش الحلفاء (انجلترا، فرنسا، الإتحاد السوفييتي وأمريكا ضد ألمانيا، إيطاليا و الصين)، العالم كله اشترك في هذه الحرب العالمية
اليهود ساندت الإنجليز الحليف له والمدافع عنه، أعلنوا الولاء الكامل، وكوّنوا فيلقا داخل الجيش الإنجليزي؛ تدربوا على حمل السلاح و قيادة الطائرات الحربية و الدبابات والمدرعات (الأسلحة الثقيلة)
عصبة الأمم ـ الأمم الممتصرة في الحرب العالمية الأولى ـ ( الأمم المتحدة حاليا)، اعترفت بالكيان اليهودي!! استغل اليهود القصة النازية إعلاميا لترقيق قلوب العالم، حتى يقف الكل إلى جانبهم عند إعلانهم دولتهم !!
هنا توجهوا للدولة المريكية وكانت لديهم رؤية مستقبلية؛ بأن أمريكا واعدة و نجم الإنجليز بدأ يخبو، أقاموا مؤتمراتهم السنوية في واشنطن و نيويورك و غيرها ...
بالمقابل، العالم العربي عطل كل مشاريعه ليجدوا انفسهم في احتلال انجليزي و فرنسي !! ولم يفكروا خلال الحرب العالمية الثانية في ثورات لتحرير أرضهم !! بكل أسف.
هنا حدث أمر غريب، دعت إنجلترا النقراشي رئيس وزراء مصر أنذاك إلى إقامة جامعة عربية، هنا يتبادر سؤال من منطلق فرق تسد، لكن انجلترا تريد تجميع العرب لماذا؟
الإنجليز تريد تجميع الدول العربية المحيطة بفلسطين فقط وهي :
مصر و الأردن و لبنان وسوريا والعراق والسعودية واليمن، وهي الدول السبعة المؤسسة لجامعة الدول العربية،
لماذا الانجليز استثنوا فلسطين من الجامعة العربية رغم أنها صاحبة القضية المباشرة؟؟
وما هدف الإنجليز من الجامعة العربية؟
هذا وغيره نراه بإذن الله تعالى في موضوعنا القادم، انتظرونا ولكم كل الفضل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
التعليقات (0)