ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعونالروم آية 41
تصف هذه الآية بدقة الحال التى وصلت اليه البشرية وصفاً عظيما ومتفرداً,ومن حكمه الله تعالى أن جعل فى نهاية هذه الآية الحل لهذه الأزمة,لأن الله تعالى لم يجعل القرآن ليقنت الناس من رحمته وانما عندما يذكر الله اى مشكله من صنع الانسان فإنه سبحانه وتعالى يذكرها ليرشد الانسان الى الحل الرحيم بالبشرية .اى ان الله عز وجل من رحمته جعل لنا مخرجا من هذه الازمه بالرغم من أننا نحن المسؤلون عنها.
تعالوا معا نسبح فى معانى هذه الايه حتى نستطيع الوصول الى الحل الامثل.
خلق الله الانسان على الفطرة وعندما خلق الارض ومنذ بدء الخليقه كانت الأرض أشبه بالجنه كما يشير القران فى قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام.وعاش الانسان قرونا على الارض وكلما أوشك الإنسان على إفساد الارض بفعله للخطيئه.أرسل الله تعالى له الرسل منذرين له ومنبهين له أنه إذا استمر على فعل ذلك سيحل به الدمار والعذاب الشديد.
و لأن الإنسان كل متكامل ويجب ان ينسجم مع كل شئ حوله.فإنه لو خرج عن المنظومة السليمة حدثت الكوارث الطبيعيه وظهرت الامراض . لذلك يجب أن يكون هناك توازن بين مكونات الانسان وبينه وبين الكون.ويجب أن يحدث تناغم وإلا تعرض الانسان للمرض وتعرضت الارض للكوارث.
وكما يحكى لنا القران فى قصه عاد وثمود و قوم لوط,أن الانسان عندما يكفر أو يفعل شئ يخالف الفطرة,يحل به عقاب من الله,وما هذا العقاب إلا نتيجه تلقائيه لما يفعله الانسان .
وكما كان يقول شيخنا الفاضل وأستاذنا ومعلمنا,فضيلة الشيخ الشعراوى,أنه لو أن صانع صنع آله وليكن مثلا التلفاز,فإن هذا الصانع يضع مع هذا الجهاز كتاب لإرشادات الإستخدام,وما يجوز فعله وما لا يجوز فعله وما يضر الجهاز أو يؤدى الى إتلافه,وكيفيه إستخدام هذا الجهاز.ولله المثل الاعلى فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأرسل له رسلا وأنزل كتبا سماويه ختمها بالقران العظيم.ووضح فيه ما يجب فعله وما لا يجب فعله,حتى تستقيم حياه الانسان وتنسجم مع الكون,ويعيش الانسان فى سعاده فى الدنيا والاخره.
ونجد فى وقتنا المعاصر ,كثرة الكوارث الطبيعيه,وكثره الامراض التى لم نكن نسمع بها من قبل ما يعجب منه العقل,نجد السرطان الذى هو من الامراض المستحدثه.نجد مرض السكر وإرتفاع ضغط الدم, نجد العديد من الميكروبات الغريبة والفيروسات بالرغم من استخدام المضادات الحيوية والتطعيمات المختلفه.
يجد الانسان كل هذا ولا يتوقف ليسأل نفسه هل البشريه تسير على الطريق الصيح؟أم لا؟,وإذا كانت البشريه ضلت طريقها,فهل آن الاوان لأن تسير على الطريق الصحيح؟ .
وسبحان الله يقول الله تعالى فى الآية بعد ان ذكر ظهور الفساد فى البر والبحر (لعلهم يرجعون).ليوجهنا الله تعالى الى الحل وهو العوده الى الطريق الصحيح والعوده الى الفطرة السليمة.
إن الله سبحانه وتعالى دعانا فى القرآن الى البحث والعلم وأن نسير فى الارض ونتعلم من أخطاء من سبقونا.
ويظن الانسان ان من سبقونا كانوا أقل علما منا الآن وان الانسان فى الماضى كان عاجزاً عن الوصول إلى التقدم العلمى الذى توصلت اليه البشرية الآن.ولكن الله تعالى ينفى ذلك فى القرآن الكريم,ونجد الحضارات قد قامت من قبل,بدليل وجود الآثار العظيمه الشاهقه فى كثير من بقاع الارض.
وأنا أعتقد أن الانسان فى الماضى كان أكثر فطنة وحكمه من الانسان المعاصر,لأنه لم يقتحم مجالات خطيره على البشريه,وعرف حدوده,وعرف ان هناك أشياء تفسد فى الارض وتضر الانسان.
إخترع الانسان إختراعات عديدة وإكتشف أشياءً عظيمة .اكتشف الكهرباء واستخدم الوقود, إكتشف الطاقه النوويه ,اكتشف المواد الكيميائيه المختلفه والادويه الكيميائيه,فماذا كانت النتيجه؟إمتلاءت الارض بالتلوث وأضرت هذه المخترعات الانسان وجميع المخلوقات,وحينما تدخل الانسان فى التوازن الطبيعى ,حدثت الكوارث وإختفت مخلوقات من على وجه الارض وبالتالى ازدادت مخلوقات أخرى واختل التوازن الطبيعى على الارض,وكما إختل توازن الحياه على الارض اختلت الحياة داخل الانسان حينما اختل التوازن داخل الانسان ,اختل التوازن بين الجانب المادى والجانب الروحى للانسان , واختل التوازن الغذائى بين العناصر المختلفه خاصه عندما تدخل الانسان وعدّل فى طعامه وطعام الحيوانات التى ياكلها ظنا منه انه يحسنها وهو بذلك جاهلا لان الله تعالى لم يكن عاجزا عن فعل ذلك ولكن الله تعالى أعلم بما يحتاجه الانسان والحيوان.
التعليقات (0)