مواضيع اليوم

ظن خيراً ولا تسأل عن الخبر !!

احمد الملا

2017-05-25 22:14:40

0

في إحدى الموارد التاريخية التي تتكلم عن فترة سقوط بغداد على يد المغول وما سبقها من سنوات, يستشهد ابن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ " ببيت شعري للشاعر العباسي ابن المعتز والذي يقول فيه (فَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا لَسْتُ أَذْكُرُهُ ... فَظُنَّ خَيْرًا وَلَا تَسْأَلْ عَنِ الْخَبَرِ) وكان استشهاده بهذا البيت الشعري هو من أجل إخفاء حقائق عن الناس ويظهر ما يريده الحكام والسلاطين بما يخص سقوط بغداد بيد المغول, حيث حاول ابن الأثير وغيره من كتاب ومؤرخين ومؤلفين من أتباع المنهج التيمي أن يدلسوا ويخفوا العديد من الحقائق بما يتماشى مع منهجهم ومشروعهم الطائفي التكفيري الإقصائي, يقول ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ في الجزء العاشر الصفحة "336 " : (( ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (617هـ) : ذِكْرُ خُرُوجِ التَّتَرِ إِلَى تُرْكِسْتَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَمَا فَعَلُوهُ.... وَقِيلَ فِي سَبَبِ خُرُوجِهِمْ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُذْكَرُ فِي بُطُونِ الدَّفَاتِرَ: فَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا لَسْتُ أَذْكُرُهُ ... فَظُنَّ خَيْرًا وَلَا تَسْأَلْ عَنِ الْخَبَرِ !!!))...

وهنا كما يلاحظ الجميع – ممن يقرأ هذه السطور – كيف إن ابن الأثير يحاول أن يخفي الحقائق عن سبب سقوط بغداد بيد التتر أو المغول, لأن كشف هذه الحقائق يفشل مشروعهم الطائفي وكذلك يبطل كل دعوى التكفير التي أسس لها المنهج التيمي بما يخص سقوط بغداد, فهم أسسوا لأمر واحد وأخذوا يروجون له بكل إمكانياتهم المالية والإعلامية ألا وهو إن سبب سقوط بغداد هو ابن العلقمي وتعامله مع المغول في فرية تاريخية كبيرة وذلك من أجل التأسيس لمشروع طائفي تكفيري موجه بشكل خاص ضد الشيعة والتشيع, لذلك نجد ابن الأثير وغيره من شيوخ وأئمة المنهج التيمي يخفون حقائق الأمور ورفعوا شعار " فَظُنَّ خَيْرًا وَلَا تَسْأَلْ عَنِ الْخَبَرِ " !! لأن السبب الحقيقي لسقوط بغداد هم سلاطين ومماليك الدولة الأيوبية والعباسية فهل يدين أصحاب هذا المنهج أنفسهم وشيوخهم وأئمتهم وسلاطينهم ويعترفون بالحقيقة ؟! هل يبرؤون ساحة من يرونه بأنه عدو لهم ؟! بل يسقون التهم جزافاً على غيرهم من المذاهب ويحاولون أن يبرئوا أنفسهم, فحولوا ما بذمتهم على غيرهم.

وهنا نسأل ابن الأثير وكل شيوخ التيمية, لو كان ما موجود في بطون الكتب يتحدث عن ابن العلقمي فهل كان ابن الأثير وغيره من التيمية سيقولون " فَظُنَّ خَيْرًا وَلَا تَسْأَلْ عَنِ الْخَبَرِ " ؟ وهل سيقبل أتباعهم بهكذا تهرب من كشف الحقائق ؟؟!! أم ستكتب أمور بأضعاف مضاعفة في ما لو وجدت ؟ تستر واضح عن كل الجرائم التي ارتكبها سلاطين ومماليك الدولة الصلاحية والعباسية, حيث يحاولون التستر عما فعله " خوارزم " بالتجار التتر وقتلهم وسفك دمائهم وسلب أموالهم وهذا السبب الحقيقي لغزو التتر للدولة الإسلامية وغيرها من أمور يقول عنها ابن الأثير ظن بها خيراً واسكت ولا تسأل عن أسبابه!!!...

يعلق المرجع الصرخي الحسني على هذا المورد في المحاضرة الخامسة والأربعون من بحث "وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " بالقول {{... التفتْ جيّدًا: ما ذكره مِن غدر وقتل وسرقة وإجرام ارتكبه خوارَزْم يعتبره خيرًا، في مقابل ما لم يذكره!!! والذي لم يذكره لا يُذكَر في بطون الكتب لفحشه وقبحه الشديد، فأي مستوى مِن القُبح والفساد والإجرام وأخلاق الشيطان كان فيه خُوارِزم واقعًا بحيث فاقَ ما ذكره؟!! وهل توقَّف الإفساد وسفك الدماء مِن أجل الذهب والمال إلى هذا الحد؟!! ...}}.

وإخفاء الحقائق عند التيمية سنة ومنهج ثابت يسيرون عليه وذلك من أجل تجهيل الناس وخداعهم وإشاعة الفتن الطائفية التكفيرية من إخفاء الكتب والمخطوطات وما فيها من حقائق وكذلك إصدار الفتاوى التي تدعوا إلى التجهيل وعدم التفقه, كقول ابن الأثير "فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر " التي سار عليها شيوخ التيمية ومن أبرزها فتوى " أبن عثيمين " التي تقول ( العامي خير في عقيدته وإخلاصه من كثير من طلاب العلم، الذين ليس لهم هم إلا الأخذ والرد، والقيل والقال، وماذا تقول يا فلان؟ وماذا تقول في الكتاب الفلاني؟ وفيما كتبه فلان، هذا هو الذي يضيع العبد ويسلب قلبه عن الله عز وجل، ولا يجعل له هماً إلا القيل و القال ) وهذا قمة التحايل على الناس, فهم لا يريدون للناس أن تطلع على ما موجود في كتب أئمتهم وشيوخهم لما فيها من الفكر المنحرف المخزي الضال ويريدون من البسطاء أن يكونوا تابعين وعبيدا لديهم يملون عليهم ما يريدون من فكر وعقيدة بما تشتهي أنفسهم وبما تهوى قلوبهم.


https://youtu.be/tjCoBa9uzb8



بقلم :: احمد الملا





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات