أسوأ (دور ثوري)، هو ذاك الذي تقوم به معارضة الخارج ـ أي خارج حدود النار ـ !.. لأنها تكتفي بنيل الإستضافات من قِبل الدول الشهمة الشقيقة والغير شقيقة .. وتحظى بالإقامات في فنادق الخمس نجوم، حيث توضع تحت تصرفها كل وسائل الرّاحة والمتعة والرّفاه، وتُجَهَّز على شرفها قاعات مُكيّفة من أجل عقد مؤتمرات (إنقاذ) شعبها المُحترق ـ داخل حدود النار ـ فتقوم بتأجيل الإنقاذ، فقط لتمديد إقاماتها في النعيم، وتمديد إقامة شعبها في الجحيم ؟!..
وتبررـ معارضة (الإنقاذ المؤجّل) ـ ذلك التأجيل والتخاذل في إتخاذ قرارات إستعجالية، بأنها لاتستطيع تشكيل (حكومة ظل) !.. كما أنها لاتستطيع الحديث نيابة عن الشعب المنتفض ؟!.. إذن ما جدوى عقد مثل تلك المؤتمرات، مادامت لن تفضي إلى نتائج وخطوات ملموسة وفعّالة ؟!.. وما جدوى رفع شعار (الإنقاذ) إذا كان دور المنقذين سيقتصر على الإنتظار حول موائدهم، والصحون أمامهم والأشواك والسكاكين في أيديهم ؟.. ومادام دورهم المُستقبلي في وطن (مابعد القتلى والجرحى والمعتقلين والمفقودين والشهداء)، مرسوم الملامح في مشهد جلسة إنتظارهم للنظام ـ الذي يخافون حتى من تشكيل حكومة ظل في ظل حكومته وبعيدا عن قبضته الأمنية ـ أن يتهاوى ويسقط، ليهجموا على مكتسب الشعب الديمقراطي ؟!..
الشعب الذي لايظهر عليه أنه يُعوّل كثيرا، على معارضة من ذلك الطراز الهش والإنتهازي، كان لأحد المتحدّثين بإسم (ثورته) موقفا قويا وأكثر جرأة، إذ صرّح بكل ثقة على إحدى الفضائيات، بأن الخروج إلى الشوارع والتظاهر لم يعُد يُخيفهم، رغم إستهدافهم من قِبل القناصة !.. وأضاف المتحدّث أن الناس بمنطقته ـ التي تفرض عليها الحكومة طوقا أمنيا مشدّدا ـ أصبحوا لايهابون الموت، وهم يستقبلونه كل يوم وهم على دراية تامّة بالأعداد التقريبية لقرابينهم، وأن القوات الحكومية ستقتل منهم من عشرين إلى ثلاثين شخص وتتوقف عند ذلك الحد، خوفا من التدخّل الدّولي تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان !.. وهم رغم ذلك لن يكفّوا عن الخروج والمُطالبة بإسقاط نظامهم المجرم والجبان حتى آخر عشرين نفر ؟!..
المعارضة التي لاتستطيع حتى إصدار بيان تنديد قوي اللهجة بالجرائم المُرتكبة ضد الشعب الذي تدّعي تمثيله، والعاجزة عن تشكيل حكومة ظل بعيدا عن وطنها، لاتصلح فعلا أن تكون ممثلا لذلك الشعب الجريء، الذي يقابل الموت وجها لوجه كل يوم في شوارع مدنه وقراه !.. بل ولا تصلح أن تتسمى بالمُعارضة أساسا، لأنها ظل معارضة !..
16 . 07 . 2011
التعليقات (0)