مواضيع اليوم

ظلمتم الحزب الوطني

مجدي المصري

2010-11-09 13:40:41

0

ظلمتم الحزب الوطني ..
الآلاف من الحالمين بمقعد في برلمان مصر القادم كانوا ينتظرون علي أحر من الجمر لترشيحات الحزب الوطني كما لو كانت بمثابه ترشيحات "العتق من النار" .. ولكن جائت ترشيحات الحزب الوطني بما يشبه الزلزال الذي تسبب في حدوث "تسونامي" ولكن في مصر ..
بمجرد أن أعلنت تلك الترشيحات حتي تحركت موجات المد العاليه من كافه أطياف المتقدمين بأوراقهم الي الحزب الوطني و"لم يصبهم الدور" هادره مكتسحه لكل شيئ يحتوي علي كلمه الحزب الوطني بل وأعلن الكثير منهم "كفره" بالحزب الوطني ليس هذا فحسب ولكن أيضا من شملتهم قوائم الحزب ولكن في دوائر تسمي "مفتوحه" أي فيها مرشحين من الحزب الوطني في مواجهه بعضهما البعض ..
وجائت مانشيتات الصحف كتصوير كامل ولوحه واضحه لكل تلك الموجات العارمه والتي وصلت الي حد تحطيم واجهات الحزب ومكاتبه وجائت بعض عناوين الصحف مثل "إنتخابات أونطه هاتو فلوسنا" وأيضا أخري تحمل دلالات مثل "الحرس الجديد فشل في تجربه المجمعات والقديم جاء يكحلها عماها" وغيرها الكثير من العناوين التي لا يتسع المجال هنا لذكرها كلها ..
ولكن قراءه واعيه عاقله لنتائج ترشيحات الحزب الوطني تقودنا الي عده مفاهيم أهمها علي الإطلاق هو المفهوم الذي ترسخ في أذهان الناس وخاصه في ذهن كل من يطمح في مقعد داخل البرلمان بأن الطريق الوحيد والإتجاه الوحيد لهذا المقعد هو "ترشيح الحزب الوطني" حتي بدون خوض المعركه الإنتخابيه فالنتيجه مضمونه مائه بالمائه ..
هكذا وبكل بساطه تحول الحزب الوطني الي بائع وموزع "لصكوك الغفران" بين العقول ولا فرق بين أن تكون عضوا قديما أو عضوا لمده يوما واحدا .. عاملا فاعلا أو خاملا .. مؤمنا بمبادئ وأهداف الحزب أو مؤمنا بذاتك فقط ..
المهم أن تذهب الي مقر الحزب الوطني وتعلن إستعدادك للتبرع "التلقائي" للحزب وبقدر ما تجود به نفسك تبرعا تستشعر بأن لك أسهما توازي تبرعك في الحزب الوطني .. وهكذا لم يعد هناك موطئ قدم في أروقه الحزب لمن يروا في أنفسهم بأنهم مثقفون أو أصحاب رؤي أو مفكرون وبالتالي توجب عليهم أن يحملوا عصيهم ويرحلوا في هدوء فالبيت لم يعد بيتهم
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل تطورت أكثر فأصحاب المال اليوم كُثر وساحه الحزب لم تعد تسعهم جميعهم ولا توجد مقاعد في مجلس الشعب تكفيهم وهنا كان المحك للحزب الوطني .. الآلاف من الطامحين الحالمين بالمقعد تقدموا الي الحزب بأوراقهم ليتحصلوا علي الترشيح "الغايه" فوقع الحزب الوطني في المحظور ..
أي منهم سيختاره ليصبح مرشحه في الإنتخابات ..؟
من بين الآلاف المؤلفه الذين قدموا أوراقهم يجب أن يتخير الحزب فقط اربعمائه وأربعه وأربعون مرشحا ولكن ..
من من بين هؤلاء الألاف يحمل إنتماءا للحزب الوطني ..؟
من منهم يعرف مبادئ وأهداف الحزب الوطني ..؟
من منهم عمل أو يعمل لصالح الحزب الوطني ..؟
من منهم سيتقبل أن لا تشمل القوائم إسمه ..؟
بالتأكيد الإجابه ستكون مؤسفه
الكل طامح وطامع في المقعد ولو علي جثه الحزب الوطني لذلك أقول للجميع ..
ظلمتم الحزب الوطني وحولتموه الي مجرد مطيه ومدخل الي البرلمان لا حبا في الحزب ولا توافقا مع مبادئه ولا تنفيذا لأهدافه أو توحيدا لصفوفه ولكن لأنه حزب الحكومه وهو حزب الأغلبيه البرلمانيه الدائم ..
لذلك خرج تسونامي من الحزب علي الحزب يحطم في الحزب ويسب الحزب ..
ولكن يتبقي سؤال هام يحتاج الي إجابه وهو ..
لماذا يتقبل الحزب الوطني هذا الوضع .. ؟

مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات