قرأت ومنذ عده أيام في احدي المدونات خبر مفاده "اختفاء ابنه دبلوماسي عراقي سابق" … ونظرا لانشغالي في ذلك اليوم ببعض الأعمال أرجأت التعليق علي الخبر لوقت لاحق … ولكوني قرأت الخبر في عجاله حاولت بعد ذلك الوصول الي هذا الخبر لأكتب التعليق ولكن للأسف الشديد لم اتمكن
لذلك قررت أن أكتب هذا المقال لكوني ملما بعض الشيئ بالمجتمع الروسي عسي أن يكون فيه افاده لأهل الفتاه المختفيه
المجتمع الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق أصيب بالانهيار التام في كل شيئ حتي في فرض سلطه الدوله وهيبتها وفي الأمن الداخلي مما أدي الي انتشار الجرائم بشكل سرطاني غير مسبوق والي انتشار التمرد والمطالبه بالانفصال العلني المسلح في بعض الأقاليم "كالشيشان" والغير علني "كداغستان" أو سيطره الجريمه علي بعض المناطق كمنطقه "كازان" أو "نوفوسيبيرسك" أو غيرها
ولكن في الوقت الحالي استطاعت الشرطه الروسيه بسط الأمن والنظام النسبي في غالبيه المناطق الروسيه وتعمل باستماته في الباقي
أما ما يهمنا هنا الأن هو ظاهره اختفاء الفتيات والشباب في عمر الزهور في روسيا الاتحاديه
وهذا الأمر يعتبر ظاهره في روسيا منذ عده سنوات ولم تنتهي حتي الان هذه الظاهره بالرغم من كافه الجهود الشرطيه بل والمجتمعيه وتخصيص العديد من البرامج التليفزيونيه للحديث والبحث عن المختفين والذي يثمر في بعض الأحيان ولا يثمر في غالبيه الأحيان الأخري
وهذا الأمر أو الاختفاء يحدث عندما يخرج الشاب أو الفتاه للبحث عن عمل داخل مدينته أو يسافر الي مدينه أخري للبحث عن عمل ثم تنقطع أخباره تماما
أو عندما يخرج الشاب أو الفتاه خارج المنزل لقضاء أي حاجه ثم لا يعود وتنقطع أخباره تماما أيضا
وتمتلئ أقسام الشرطه ببلاغات الغياب … وكأن الحدث أمر يومي معتاد وغالبا تبوء جهود الشرطه بالفشل في العثور علي المختفي أو المختفيه
ويبقي التساؤل أين ذهب أو ذهبت المختفيه هل انشقت الأرض وابتلعتهم؟
اجابه هذا التساؤل نجدها أثناء الغوص في قاع المجتمع الروسي فمساحه الدوله الروسيه شاسعه بالنسبه لغيرها من الدول ولذلك فالمسافه بين المدن وبعضها والأقاليم وبعضها شاسعه بالمئات والالاف الكيلو مترات من الأراضي الخاليه والمرتفعات والقري النائيه والطرق الغير ممهده وهكذا
والكثير من هذه المدن والقري النائيه يوجد بها العديد من المصانع والتي تحتاج الي أيدي عامله لتشغيلها والتي تنعدم في هذه الأماكن والتي أيضا ان توفرت تتطلب أجور مرتفعه لتتناسب معها وبالتالي الحل الوحيد لدي أصحاب هذه المصانع هو اختطاف شباب من الفئه العمريه مابين الخامسه عشر والخامسه والعشرين لتسخيرهم في العمل داخل مصانع كالطوب أو البلاط أو ماشابه مما يتطلب عمل شاق مقابل اعطائهم الأكل فقط ثم اخفائهم داخل الأقبيه والخنادق تحت الأرض عندما يهاجم البوليس هذه الأماكن بحثا عن مخطوفين أو مخالفات
وكل من يحاول الهرب يكون مصيره طلقه رصاص وتخفي جثته حيث يحيط بالمكان حراس مسلحين دائما
أما الفتيات في نفس الفئه العمريه يتم تشغيلهن في مصانع كالملابس أو في الأعمال الزراعيه أو في الدعاره وبنفس الطريقه أيضا
أما من يتوسموا في أهله الثراء فيطالبونهم بفديه لاطلاق سراحه فان لم يدفع يبدئون بقطع أصابعه الواحد تلو الأخر وارساله لأهله حتي يستجيب ويدفع
والأمر لا يتطلب مهاره فائقه لاختطاف الشاب أو الفتاه …. ففي حاله البحث عن عمل يتم استدراجه أو اغراءه بالسفر بمفرده أو برفقه أحدهم للعمل في احدي المناطق بأجر مغري وحال وصوله ينتهي كل شيئ ويختفي أي أثر له.... أو يتم استدراج الشاب أو الفتاه الي أحد المنازل أو أحدي السيارات ويتم تخديره ليفيق بعدها في مكان السخره
وهذه الأماكن كثيره جدا ربما تكون في القري أو المدن المحيطه بالعاصمه موسكو أو سان بطرسبرج أو تكون في أقاليم نائيه كالشيشان وداغستان أو حول مدن مثل كازان أو روستوف أو غيرها
وهذه المشكله التي لن تحل في القريب العاجل تؤرق كل المجتمع الروسي
التعليقات (0)