نازلة غير مسبوقة كانت إحدى المصحات الخاصة بمدينة القنيطرة مسرحها في غضون الأسبوع الأخير.
على إثر ألم حاد جدا غير مُحتمل في المعدة لمّ به ولم يتوقف حملت إحدى العائلات القنيطرية مريضها إلى مصحة خاصة. وبعد اتخاذ الإجراءات في مثل هذه الحالات اكتشف الطبيب المعالج أن معدة المريض تأوي أكثر من 400 غراما من مخدر قوي معبأة بطريقة محكمة فيما يناهز 40 كبسولة بلاستيكية صغيرة. وقد اضطر الطبيب المعالج، بحكم ما يفرضه القانون، إبلاغ مصالح الأمن التي اضطلعت على التو بملف النازلة وباشرت التحقيق بخصوصها.
ومن المعلوم أن مدينة القنيطرة بدأ يسطع نجمها في مجال الكوكايين منذ مدة، فهل
ظاهرة تهريب الكوكايين في الأحشاء بدأت تغزو القنيطرة؟
يبرز هذا التساؤل الذي قد يبدو غريبا للبعض في وقت يعد التهريب عن طريق الأحشاء اليوم من أكثر طرق التهريب شيوعاً للمخدرات القوية ،خاصة الهيروين والكوكاين، لصعوبة كشفها من طرف الجهات الرقابية، بفعل قدوم المهرب على استعمال أحشاءه كحاوية أو مخبأ للسلعة المهربة. ومن دواعي هذا التساؤل كذلك أن مدينة القنيطرة عرفت في المدة الأخيرة انتشارا مقلقا وخطيرا لظاهرة ترويج هذا النوع من المخدرات وسط شباب المدينة ،خاصة مرتادي بعض المراقص الليلية المشهورة .
الحاجة أم الاختراع
بعد أن ضيق الخناق ، لجأ المهربون إلى أساليب فريدة في التهريب، مختلفة عن تلك المعتمدة سابقا والمتمثلة في إخفائه في مكان ما داخل الحقيبة، فبعض المهربين بحثوا عن أماكن من الصعب الوصول إليها، مثل الأجهزة التناسلية والأمعاء. فما فتئت عصابات تهريب المخدرات تبتكر أساليب متطورة في سعيها للإفلات من قبضة حراس البوابات الحدودية بالعالم، إذ جعلت من الأجهزة الهضمية والتناسلية للإنسان مستودعات متنقلة ومحجوبة عن العيون لسلعتها السامة.
إن الحالات المكتشفة غالبا ما ظهرت عن طريق الصدفة أو الشك في مسافر أو مسافرة، سيما ما يبدو من طريقة المشية والحديث يشيان أن الشخص يحمل شيئا ما غير عاد يريد التستر عليه، ويكشف التحقيق أن الضنين يشتغل مجرد "حمالا" وأن أفراد الشبكات غالبا ما يبقون في الخفاء، وهو ما يفسر استمرار العمليات.
علما أن ما يفوق 90 في المائة من الحالات المضبوطة بمطارات المملكة، وخاصة مطار محمد الخامس، لم يكن المغرب وجهتها النهائية، بل كان فقط منطقة عبور. لكن المغرب ليس دائما منطقة عبور، بل تحول مؤخرا إلى منطقة وصول نهائي للكوكايين، إذ يعمد البعض إلى محاولة تسريبه إلى بعض المدن المغربية، خاصة الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة والرباط والقنيطرة، لترويجه في السوق المغربية.
إن هذه الطريقة في تهريب المخدرات تتمثل في ابتلاع كمية من الكوكايين قبيل دخول المطار، ويحتفظ بها في المعدة طيلة الرحلة، قبل أن يعيد إنزالها بعد الوصول إلى البلد المستضيف.
ومهما يكن من أمر ما تزال الحرب مستمرة بين الأمن ومهربي المخدرات الذين لا محالة سيعمدون إلى تطوير أساليبهم من أجل عدم الوقوع في قبضة الشرطة، وهو ما يستوجب على الآخرين تطوير إمكانياتهم كذلك، حتى لا تغرق السوق المغربية بالمخدرات القوية. لكون أن ممتهني هذا النشاط غير القانوني لا يذخرون جهدًا في ابتكار حيل جديدة وإحداث تقنيات خداع قد لا تخطر على عقل سوي سليم.
"المخزن المتنقل": الوظيفة الجديدة المربحة للأمعاء البشرية
لم تتوقف العبقرية الإجرامية للمهربين عن ابتكارات جديدة وصلت إلى استعمال أعضاء بشرية حية لإخفاء البضاعة المهربة عن الأعين، قبل التخلص منها بأدوية مساعدة وتسليمها إلى الجهة المرصودة إليها ، هذا في حالة ما إذا لم يلق "الحمّال" أو "الحمّالة" حتفه قبل نيل المبتغى، إذ يمكن للحمولة أن تنفجر في أحشائه.
أضحت الأمعاء البشرية "المخزن المتنقل" الأكثر استعمالاً من طرف شبكات تهريب الكوكايين، إذ إنهم لا يترددون في تكرار محاولاتهم، مستعينين بالمهاجرين الأفارقة الذي يبدون استعدادهم للقيام بأي شيء مقابل العبور إلى الضفة الأخرى، حتى لو كان الثمن في بعض الأحيان حياتهم على غرار من يختارون "الحريك" إلى الضفة الأخرى على مثن أقارب الموت.
ومنذ سنة 2008 تظهر الأرقام مدى إصرار شبكات التهريب على لعب جميع الأوراق للتمكن من تهريب بضاعتهم القاتلة. إذ على سبيل الاستئناس خلال الربع الأول من سنة 2008 ، تمكنت المنطقة الأمنية بمطار محمد الخامس الدولي، من كشف مئات الكبسولات داخل أحشاء مهاجرين أفارقة من مختلف الجنسيات، بعد أن توصلت في السنة التي قبلها إلى ضبط 84 مسافرًا، بحوزتهم أكثر من 103 كيلوغرامًا من مخدر الكوكايين، أغلبهم يحملون الجنسية النيجيرية، وكانوا قادمين من أبيدجان في اتجاه مدريد أو برشلونة. وفي غضون تلك السنة، ذكر تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أنه حصل وقتئذ تزايدًا سريعًا لتهريب الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى أوروبا عبر غرب القارة الإفريقية ووسطها، مشيرًا إلى أنه يجري تهريب ما بين 200 إلى 300 طن من الكوكايين إلى أوروبا كل عام عبر القارة السمراء.
وحسب المصالح الأمنية شكلت سنة 2007 منطلق مسلسل تعرية وفضح فئة المهربين الذين يلجأون إلى حشو جهازهم الهضمي بالمخدرات. فقد بلغت حصيلة ستة أيام فقط من هذه السنة التي صادفت تجهيز الوحدة الطبية لمطار محمد الخامس الدولي بجهاز الكشف بالصدى (18 يناير إلى 23 منه) 10 كيلو غرامات من الكوكايين، كان 20 عابرا، معظمهم من نيجيريا، قد بلعونها على شكل كبسولات . وقد أربكت،آنذاكهذ ه الأجهزة، كثيرا عصابات التهريب وزعزعت ثقتها في نجاعة وجدوى الحيل والأساليب التي ابتكرتها، بعد سقوط أعداد هامة من المهربين "الحمّالة" المستقطبين من بلدان إفريقية مختلفة.
علما أن جهاز الفحص بواسطة الصدى يوظف أيضا لإنقاذ حياة المهربين "الحمّالة" الذين يلجأون بمحض إرادتهم إلى الوحدة الطبية للمطار بعدما يشعرون بأحشائهم تتقطع من شدة المغص غير المطاق، ولا يجدون بدا من النجدة للتخلص من كبسولات الكوكايين –القنبلة الموقوتة- التي تكون على وشك القضاء على حياتهم.
لكن لا تسلم "الجرة" في كل مرة...
ليس في كل مرة تسلم "الجرة"، فقد يترتب عن بلع كميات من الكوكايين حتف حاملها، مثلما حدث مع نيجيري لقي حتفه بعد أن تحللت كبسولات كوكايين في بطنه. الحكاية ابتدأت حينما فوجئ ركاب طائرة بإصابة راكب بحالة مغص شديدة لم يقو على احتماله، قبل أن يُكشف أنه ابتلع كميات كبيرة من الكوكايين، ولم يمهل الوقت الضحية الذي لفظ أنفاسه بالطائرة. وكشف تشريح جثة الضحية أنه لقي حتفه بسبب انفجار كبسولتين في معدته. وبعد إفراغ بطن الضحية من الكبسولات التي ابتلعها، تبيّن أن الضحية عمد إلى ابتلاع كيلوغرام و200 غرام من مادة الكوكايين بعد وضعها في كبسولات بلاستيكية صغيرة، علما أنه كان قادما من نيجيريا في اتجاه اسبانيا عبر مطار محمد الخامس الدولي.
نوازل من تهريب الكوكايين
نازلة مطار الكويت أبطالها مغربيات
أوقفت مؤخرا مصالح مكافحة المخدرات في شرطة الكويت، خمس مغربيات، ضمنهن واحدة من أصول غرباوية (إقليم القنيطرة) في مطار الكويت الدولي، بتهمة تهريب المخدرات في أحشائهن. وأسهمت هذه العملية أيضا في ضبط إثنيتين أخرتين في مطار دبي، تنتميان إلى نفس الشبكة الدولية التي تستغل الفتيات لتهريب المخدرات في أحشائهن، وكانتا تحاول إدخال كمية من المخدرات إلى الإمارات العربية المتحدة عبر مطار دبي. وكللت العملية بحجز ما مجموعه 20 كيلوغرام من الهيروين، كانت مهربة باتجاه دولة الكويت والإمارات العربية والسعودية، وهو ما يعادل20000 كبسولة، كانت مخبأة داخل أحشاء الموقوفات وفي فروجهن.
وأفادت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بدولة الكويت، بأن البحث ، أثبتت أن هناك قواسم مشتركة تربط بين المغربيات السبع، أهمها أنهن ينتمين إلى جنسية واحدة وفي متوسط العمر. وتنتمين كلهن إلى طبقات فقيرة ومعدومة، ما سهل عملية استقطابهن وتجنيدهن . كما أنه يبدو أنهن لا يعرفن بعضهن البعض. ومما لفت انتباه المصالح الأمنية أنهن يأتين عبر شركة طيران اقتصادية واحدة، حاملين تأشيرات الزيارة، كما أنه ليس لديهن أي معارف في الإمارات ولا الكويت.
نازلة تم اكتشافها بفضل حس وحرفية رجل الأمن
لقد أصيب رجل الأمن بالذهول حينما اكتشف كمية من الكوكايين مخبأة في أحشاء مواطن إفريقي بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، وزاد ذهوله ،أكثر حينما اتضح أن وزن هذه الكمية تجاوز الكيلو غرام استقرت بمعدة المسافر وتجولت بأمعائه إلى أن ضاق بها المجال . لم يكن جهاز السكانير ساعتها قد بدأ العمل به، وكان التفتيش يعتمد بالأساس على حس وحرفية رجل الأمن، وهذا ما قاد رجل الأمن إلى كشف محاولة التهريب هذه، إذ أنه لا حظ تغيرا في لون بشرة المسافر، فراقب تحركاته، قبل أن يتدخل لاستفساره عما إذا كان يعاني مرضا ما أو ألما في البطن، خاصة أنه كان يمسك بين الفينة والأخرى بحوضه، فطلب المسافر من الشرطي أن يدله على أقرب مرحاض، فرافقه إليه، وقبل أن يدلفه تقيأ فظهرت "رزمات" صغيرة غريبة بيضاء اللون وملفوفة في بلاستيك صغير. نقل المشتبه فيه إلى مكان خاص داخل المطار، وتم إفراغ معدته فتبين أنها تحتوي على كمية من الكوكايين ظهر بعد وزنها أنها تفوق الكيلوغرام، وأظهر التحقيق مع المتهم أنه مجرد حمّال كلف بنقلها إلى اسبانيا، مقابل مبلغ مالي.
نازلة المسافر المغربي المتجه إلى إيطاليا
حمل أحد المسافرين المغاربة، كان متجها إلى إيطاليا، أزيد من كيلوغرام من الكوكايين في معدته . وقد راودت عناصر الأمن بمطار محمد الخامس شكوك حول المشتبه فيه، الذي كان يسير بطريقة غريبة، قبل أن تطلب منه الخضوع لتفتيش بالصدى ليتبين وجود أشياء غريبة في معدته، قبل أن يفتح معه تحقيق أولي كشف أنه ابتلع كمية من الكوكايين. وأحيل المتهم على مصحة بالمطار، إذ تم تسليمه مشروبا ساعده على التخلص من الكمية التي كانت داخل معدته، فتبين أن الأمر يتعلق بكميات متفرقة من الكوكايين جمعها في قطع بلاستيكية صغيرة، حاول تهريبها إلى إيطاليا وتسليمها إلى شخص هناك. كما أسرّ الضنين أنه يشتغل لفائدة مغاربة وأجانب، وأنه سبق أن قام بثلاث عمليات مماثلة إلى إيطاليا وواحدة من مدينة سبتة إلى اسبانيا مستغلا توفره على أوراق الإقامة بإسبانيا، وكان يتلقى عمولة تصل إلى 20 ألف درهم مقابل نقل كمية الكوكايين وتسليمها إلى شخص غالبا ما كان ينتظره خارج مطار الدولة المقصودة.
"الحمّال" السينغالي الذي هبطت الطائرة من أجله
من النوازل المأساوية ، حالة مسافر سينغالي فقد الوعي عندما كانت الطائرة التي تقله من السينغال إلى مدريد فوق الأجواء المغربية، حيث اضطر الربان إلى النزول بمطار العاصمة الاقتصادية قصد إغاثته. ونظرا لكون المسافر كان مغمى عليه تماما، فقد تعذر على الفريق الطبي بالمطار معرفة سبب إغمائه، فتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء حيث فارق الحياة ساعتين بعد ذلك. وكشف التشريح المستور.
قضيب "الكوكايين" في رحم إفريقية
من أغرب الحالات المسجلة بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، تلك التي ضبط فيها كوكايين في الجهاز التناسلي لمهربة تنحدر من دولة إفريقية. كان اكتشاف هذه النازلة بالصدفة بعد أن ظهرت علامات الارتباك والحيرة على المهربة، فطلب منها أحد رجال الأمن الوقوف جانبا إلى حين تفتيشها من قبل إحدى نساء الأمن، بعد أن ارتاب في أمرها، غير أنها لم تستطع المقاومة ، لتعترف تلقائيا أنها تخبئ كوكايين في جهازها التناسلي. تم إدخال المرأة إلى قاعة خاصة، وبحضور بعض نساء الأمن والجمارك أخرجت المرأة كمية من الكوكايين من فرجها، بعد أن جعلتها على شكل قضيب في كيس بلاستيكي صغير. لقد أخرجت المرأة "قضيب الكوكايين" الأول ثم الثاني أمام اندهاش الحاضرات.
المافيا البرازيلية تدخل على الخط
تم إلقاء القبض هذه السنة على مواطنتين إفريقيتين من مالي مقيمتين بالديار الإسبانية، في أحشائهما كمية من الكوكايين بعد نزولهما من طائرة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء قادمة من مدينة ساوباولو البرازيلية عبر مطار مدريد "باراخاس".
للإشارة فإن آخر الأرقام والإحصائيات التي توصلت بها الجهات المسئولة حول مراقبة الحدود بالمطارات الوطنية برسم الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية2012 ، أفضت إلى ارتفاع في محاولات تهريب المخدرات، خاصة الصلبة منها عبر المطارات الوطنية ، سواء من المغرب في اتجاه الخارج، أو من هذا الأخير في اتجاه الداخل مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وتُرجع الجهات المسئولة سبب هذا الارتفاع إلى محاولات تهريب المخدرات القادمة من الوجهة البرازيلية.
للتذكير... "الكوكايين بالقنيطرة"
لقد سبق لجريدة "فضاء الحوار" منذ مدة أن نشرت ملفا بعنوان " الكوكايين بالقنيطرة موجود أم غير موجود؟" بعد أن عرضت أكثر من قضية تهم ملف الكوكايين بالمغرب إلا أنها اقتصرت على الصغار ولم تطل الكبار. وفي هذا الإطار تم اعتقال بعض الأشخاص بمدينة القنيطرة وتقديمهم لمحاكمات خارج المدينة، وهناك منهم من أدينوا بسنوات من السجن النافذ. و أشار تقرير المركز الجيوستراتيجي للمخدرات زمنئذ إلى أن التعاطي للكوكايين بدأ يعرف طريقه إلى أبناء الطبقات المتوسطة ببلادنا منذ تسعينات القرن الماضي. لاسيما عندما شرع مروجو الحشيش في مقايضة الشيرا بالكوكايين..
ومما جاء في هذا الملف:
" (...) بالرجوع إلى السنوات الماضية، نلاحظ أن مصالح الأمن الاسبانية كشفت في فجر التسعينات عن شبكة متخصصة في مقايضة الحشيش بالكوكايين والهيروين. ورغم أن أعضاء هذه الشبكة كانوا يروجون الكوكايين بالأساس بالتراب الأوربي، إلا أن بعض المغاربة شرعوا آنذاك في تهريب كميات، قليلة في البداية، إلى المغرب وحاولوا ترويجها بالمدن المغربية السياحية والأماكن التي يرتادها أبناء الأغنياء وميسوري الحال، لاسيما في الصناديق الليلية والملاهي الراقية وبعض المحلات المتخصصة في بيع الملابس الرفيعة المستوردة من الخارج. ومنذ صيف 1993 أصبح من المعتاد سماع أخبار ضبط وحجز كميات من الكوكايين في النقط الحدودية أو في البحر بالمغرب. كما تأكد أن اسبانيا تحولت إلى مركز لتصدير المخدرات القوية إلى بلادنا، لذلك يعتبر أغلب المهتمين أن مصدر الكوكايين الواردة على مدينة القنيطرة هو الشمال. وفعلا، لقد بدأ ظهور استعمال الكوكايين بالمغرب في المدن الشمالية، لاسيما في تطوان وطنجة، وكذلك في الدار البيضاء وأكادير ومراكش وذلك منذ منتصف التسعينات. آنذاك كان ثمن جرعة الهيروين يساوي مابين 30 و50 درهما، أما الكوكايين فكان ثمنها يتراوح آنذاك مابين 500 و700 درهما للغرام الواحد.
وبعد استقصاء جملة من المعلومات من هنا ومن هناك، يبدو أن هناك بعض أبناء وبنات حلالة لم يشعروا كيف سقطوا في حبل المخدرات الصلبة.
وبشهادة بعضهم أو أحد معارفهم، بدءوا بالجرعة الأولى ثم الثانية وامتلكتهم سعادة غريبة ومع الأيام لم يعودوا يتناولون الكوكايين بحثا عن السعادة وإنما للهروب من التعاسة التي أضحوا يشعرون بها بطريقة مستدامة. وبذلك اكتملت الدائرة حولهم ووجدوا أنفسهم بداخلها لا يقوون على الخروج أو الانفلات منها، وهكذا بدأت مرحلة الإدمان وتناسلت معه المشاكل والمعضلات والعواقب.
(...) وبعد القيام بعملية تقاطع بين المعلومات القليلة المتوفرة يبدو أن النتائج المتوصل إليها تدعو إلى الاعتقاد بأن ظهور التعاطي للكوكايين بالقنيطرة كان عبر سبيلين:
السبيل الأول هو أن بعض المغاربة والمغربيات الذين يأتون من الخارج لقضاء العطلة السنوية - علما أن عددهم ضئيل جدا - والكميات التي أدخلوها في البداية كانت قليلة جدا.
أما السبيل الثاني هو أن بعض أبناء وبنات حلالة اكتشفوا الكوكايين وسقطوا في شباكها لأول مرّة، ليس بمدينة القنيطرة، ولكن في أمسيات خاصة أقيمت بفيلات وشقق خاصة وبعض الصناديق الليلية والمراقص والنوادي الخاصة بالعاصمة الرباط. ومن ثمة انتقلت العدوى إلى القنيطرة، حيث بدأ بعض تجار الموت يأتون بالكوكايين إلى القنيطرة بمجرد علمهم أن هناك من يتعاطى إليها بحلالة. وبعد مجيئهم إلى المدينة أضحى من الصعب حبس التيار ودرجة سريانه، وبالتالي في وضعية انتشار الكوكايين بالقنيطرة.
ومن المؤشرات التي تدعو إلى الاهتمام بهذه الإشكالية تورط أحد أبناء المدينة وزوجته و أخ أحد البرلمانيين السابقين في ملف خاص بالكوكايين سبق أن عرض على أنظار محكمة الاستئناف بالدار البيضاء."
هذا جزء ما ورد في الملف.
التعليقات (0)