مواضيع اليوم

ظاهرة بيع الدم نوع من انواع البطالة

مصعب الامير

2009-12-25 10:36:07

0

ظاهرة بيع الدم واحدة من اثار البطالة

في العراق ، هذا البلد الذي اتعبته الصراعات يعاني ألان من شحة حادة في توفير الدم , والاسوأ من ذلك هو أنه كلما اشتد العنف ارتفعت أسعار هذه السلعة في السوق السوداء . ومن أجل مواجهة تلك الازمة تقوم المؤسسات الطبية بتوفير الدم لغرض إجراء العمليات من خلال تبرع أفراد العائلة أو أقارب وأصدقاء المصاب الذين يقع عليهم عبء توفير الدم لمريضهم . وفي بعض الحالات الإستثنائية الخطيرة تعطى لترين من الدم مجاناً للمصاب وهذا أقصى مايستطيع المستشفى تقديمه .
لكن في حالات عديدة , لايتمكن الاقارب من التبرع بالدم ، أما لانهم كبار في السن أو لأنهم مرضى هم أنفسهم ويعانون من سوء الصحة أو بسبب احتياج المستشفى لصنف معين من الدم قد يكون نادراً، في حين يحمل الأقارب صنفاً لدى المستشفى وفرة زائدة منه . ومع أتساع هذه الفجوة يظهر أناس عاطلون
عن العمل ووجدو في بيع دمهم مهنة لكسب قوت عيالهم بعد أن أضناهم العيش لأنه الشيء الوحيد الذي يمتلكنه ذا قيمة أذ يقول فلاح البالغ 36 عاما.. ليس أمامي شيء آخر يمكنني أن أفعله , كل شئ غلا ثمنه ونحن لانملك المال . أنا لا أجبر أحداً على شراء دمي ولكن هناك من يرغب في دفع الثمن قال لنا هذا وهو يقف خارج المجمع الطبي في باب المعظم وسط بغداد .
يتراوح سعر لتر الدم بين 20 ألف و 40 ألف دينار . أما الصنف السالب فسعره أعلى نظراً لندرته وغالباً ما يتقدم بائعو الدم متظاهرين بأنهم أقارب للمصاب أو المريض , فيما يجلبه آخرون مسحوباً ومعبأ في قنينة خاصة
وليس من الواضح إن كانت مسألة بيع الدم تعد أمراً قانونياً , فالبائعون يجري اعتقالهم بصورة روتينية من قبل الشرطة , ولو أن قاضياً قرر مؤخرأ أن بيع المرء دمه لا يعد خرقاً صريحاً للقانون وهذا التصريح من المجلس الاعلى للقضاء... مع هذا سنت قوانين تحدد عدد المرات التي يمكن للمتبرع من خلالها التبرع بالدم ، وهي قوانين غالباً ما يخرقها بائعو الدم خرقاً فاضحاً .
يقع مصرف الدم المركزي ، الذي يعد أكبر مراكز الدم في العراق والمركز الوحيد في بغداد ، في منطقة باب المعظم الذي يعمل بقربه محمد صالح ، البالغ من العمر 33 عاماً ويعمل حارس في موقف للسيارات، فعندما رأى تجارة الدم المربحة التي تدور من حوله فقرر الانضمام اليها . فيقول.. أنا لاأفعل شيئاً أخجل منه , فأنا أنقذ حياة الناس . لقد فعلت ذلك أربع مرات ، وفي كل مرة كان أهل المصاب يكرمونني بالعطايا والنقود ، حيث أعطتني أحدى العوائل من أهل المصاب ذات مرة 60 آلاف دينار ، ولكني أستلم أيضاً مبالغ تصل إلى100 ألف دينار أو أكثر . فأنا لا أطالب أحداً بأن يدفع لي .
أما خالد أسماعيل الذي يقف قريباً من مصرف الدم ويبلغ من العمر 27 عاماً فيبدو على وجهه الشحوب وتخالط بياض عينيه صفرة . يقول نعم لقد بعت دماً , ولكني لا أعتقد أن في الامر جريمة أبداً . أاحياناً أذهب متنكراً بشعر طويل أو أضع لحية مزيفة لأستيقن من عدم تعرف موظفي مصرف الدم علي ." هؤلاء الرجال يبقون حذرين متيقظين ، لا من الشرطة فقط بل من " الرؤساء " أيضاً ، وهم رجال خشنو الطباع يديرون جماعات من باعة الدم أحد هؤلاء الرؤساء ملقب بـ " التمساح " وهو يتزعم مجموعة كبيرة من هذا النوع . وعند الحديث معه بصفتي مواطن يحتاج الى لتر دم طرق صلب الموضوع على الفور قائلاً .. تستطيع الحصول على نوعية جيدة من الدم بمبلغ 40 ألف دينار. " ثم لم ينجح تنكري طويلا علية فقال آه هل أنت صحفي ؟ أذن سيكون المبلغ 90 ألف دينار كونكم تدعون النزاهة وتفضحون كل ما هو غير قانوني وغير شرعي وانا كنت اتمنى ان يأتي ألي احد الصحفيين طالبا لتر من الدم لكي امتص دمه!!؟
وفيما كنت اتجول بين هؤلاء البائعين للدم خرج احد الاشخاص من مصرف الدم وهو يصرخ ويقول هل هناك شخص صنف دمه سالب وكرر كلمة سادفع له ما يريد فأن زوجتي في حالة خطرة جدا، لكن لم يهتم احد لندائه وتفرق الجميع وكان شيئاً لم يكن، فسألت احد المحترفين بهذه المهنة وانا اعتذر لأستعمال مفردة المهنة ولكن اذا اجتمع اكثر من عشرة رجال على عمل دائم، فقد اصبح مهنة وهنا امام المركز الرئيس للدم يجتمع عشرات الرجال؟؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات