ظاهرة السيدة الأولى في البلاد العربية : سوزان مبارك والسير على خطى ليلى الطرابلسي

تضمنت قائمة مجلة فوربس لأقوى مئة سيدة في العالم للعام 2010 العديد من النساء اللواتي يحملن لقب السيدة الأولى في العالم وكانت جلالة الملكة رانيا العبد الله والشيخة موزه حرم أمير قطر ضمن تلك القائمة مما يبرز الدور الكبير الذي تلعبه هؤلاء النساء على الصعد الوطنية والعالمية.
ظاهرة السيدة الأولى على المستوى العالمي يمكن تتبعها إلى قمة 1992 الأولى للتقدم الاقتصادي للنساء في المناطق الريفية الذي استضافته مدينة جنيف بمبادرة من ستة سيدات يحملن لقب السيدة الأولى وكانت سوزان مبارك إحداهن ,ولربما كانت تلك المحاولة هي الأولى التي تحاول فيها هؤلاء النساء لعب دور سياسي على الصعيد الدولي.
واستقطبت ظاهرة السيدة الأولى الاهتمام العالمي في مؤتمر بكين للعام 1995 حيث التقت العديد من السيدات الأول في سياق ذلك الحدث العالمي وكانت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي الأكثر بروزا بين هؤلاء النساء.
بعد كشف الفساد الذي كان يحيط بعائلة ليلى الطرابلسي أثيرت العديد من الأسئلة حول الدور الذي تلعبه هؤلاء السيدات وهو الدور الذي لا يقوم على أسس دستورية أو قانونية تمنح هؤلاء السيدات سلطات مكتسبة عبر الزواج من رؤوس السلطة.ونشير هنا إلى أن الفساد الذي مارسته سيدة تونس الأولى وأسرتها لم يكن الحادثة التاريخية الأولى ونشير هنا إلى زوجة رئيس الأرجنتين الأسبق خوان بيرون (ايفا) التي أدارت العديد من المشروعات الخيرية حتى اكتسبت قلوب الفقراء الذين أطلقوا عليها لقب (القديسة ايفا ) ليثبت بعد سقوط نظام زوجها عام 1955 أنها كانت تختلس الملايين من أموال تلك المشروعات الخيرية التي تشرف عليها.
ولكن,على الصعيد العالمي وجدت بعض الحالات التي أثبتت فيها السيدات الأول حضورا سياسيا مستقلا عن أزواجهن ومن احدث الأمثلة في هذا السياق هيلاري كلينتون وكرستينا كرشنر زوجة رئيس الأرجنتين السابق نيستور كرشنر والتي خلفته في رئاسة البلاد بعد انتخابات العام 2007.
سوزان مبارك سيدة مصر الأولى أدارت العديد من المشاريع الخيرية العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني وتتضمن المركز القومي للطفولة والأمومة و اللجنة القومية للمرأة وجمعية الرعاية المتكاملة وجمعية الهلال الأحمر وسواها التي أعتقد هنا أنها تتضمن العديد من أمثلة الفساد التي قد تتكشف بعد انهيار نظام مبارك الأمر الذي أصبح مسألة وقت.
كما أن شقيق سيدة مصر الأولى اللواء منير ثابت هو اكبر مالكي شركة يونيكاب (يونايتد كابيتال) بالإضافة الى ابنه طارق,وهي الشركة المتخصصة ببيع الشركات العامة والترويج لها ضمن عملية الخصخصة التي تضمنت العديد من حالات الفساد ونشير الى أن تلك الشركة وضعت الخطط لخصخصة العديد من الشركات العامة التي يقارب عددها مئة شركة ومنذ حكومة عاطف عبيد,
كما ترأس اللواء منير ثابت مكتب المشتريات العسكرية في واشنطن وأجرى العديد من الصفقات التي تحيط بها الشكوك.كما ترأس مجلس إدارة العديد من الشركات الأخرى ومنها الشركة المصرية للخدمات الجوية وكان عضوا في مجالس العديد من الشركات الأخرى ومنها شركة مصر للطيران وشركة العالم العربي للطيران والفنادق والعديد من الشركات واللجان الأخرى.
بعد أن أصبح انهيار نظام مبارك مسألة وقت يمكن أن نتوقع أن لا تستثنى عائلة سوزان ثابت سيدة مصر الأولى من عملية فتح ملفات الفساد التي تعقب انهيار النظام كما كان الحال مع عائلة الطرابلسي في تونس.