ظاهرة الروايات
الرواية فن أدبي جميل، استخدمه العرب قديماً بل كان سائداً فهو الوسيلة الأدبية الأولى والتي يستخدمها الجميع لنقل الأخبار والآثار، مع تسيد الشعر الساحة الأدبية بقي ذلك الفن الأدبي محافظاً على مكانته بل أصبح فنُ نخبوي يرتاد قصور الخلفاء والولاه، الرواية الفن الذي سبق الكتابة والتدوين لم يعد بتلك الحال فقد أصبح مدوناً وفن من لا فن له..
مع الثورة المعلوماتية وحب الشهرة والظهور والتطلع لنيل لقب مثقف أو مثقفة تحول فن الرواية لمادة مستهلكة تنال من جمالها أقلام بائسة مصابة بعقد الهلوسة والاكتئاب والأحلام البائسة، لو قدر الله عليك وقمت بزيارة مكتبة لاسمح الله فإنك ستجد الروايات منتشرة كإنتشار النار في الهشيم وتستحوذ على أكثر من نصف معروضات المكتبة، لدينا طفرة روائية ولو وضعنا تلك الروايات تحت مجهر النقد الأدبي الذي نسمع عنه سماعاً فإن ما يقرب من 99، 99 سيكون مصيرها محرقة النفايات..
لولا الملامة لسقت أمثلة لكن تلميحاً لا تصريحاً لماذا نطلق على خربشات كاتب كتب رواية تحدث فيها عن عقدته الجنسية وخيالات عقلة الباطن وسوق لها حتى بلغت ارقاماً قياسية، ولماذا نطلق على تقيؤات أنثى دونت أفكار باليه بقالب روائي مسمى رواية هل يستحق ذلك العمل ذلك اللقب أم أن لقب أنثى جعلها تتقدم شهوةً لا فكرةً!
في عالمنا العربي هناك الكثير من الظواهر والمظاهر، فهناك ظاهرة رمي الحجاب والاحتشام بدعوى التطور والانفتاح واللحاف بركب البلدان الصناعية وهناك ظاهرة المقاهي والملاهي والتي ترفع من قيمة الإنسان والمكان وهناك ظاهرة الحرية والبحث عنها بطرق شتى وتطبيقها بشكلِ خاطيء، أعتقد أننا في امس الحاجة إلى إعادة تعريف الرواية بشكلِ دقيق ليعرف القاريء ماذا يقرأ رواية أم عُقد نفسية لشخصِ ما!
التعليقات (0)