مواضيع اليوم

ظاهرة الاسلاموفوبيا ونفاق الغرب 1

اوس العربي

2011-04-14 10:10:21

0

ظاهرة الإسلاموفوبيا ونفاق الغرب 1
في الحقيقة، إن عداء الغرب للإسلام ليس وليد اليوم، وإنما هو قديم يرجع إلى عصر الفتوحات الإسلامية الكبرى. فما إن بدأت حركة الفتوحات حتى توجهت الأنظار إلى المسلمين وعقيدتهم. ومنذ ذلك الحين اشتعلت جذورا لحقد في نفوس الأوروبيين ولم تهدأ حتى يومنا هذا، بل كانت تزيد حركة ودرجة ليزيدها حقدا وكراهية.
والدليل القاطع على ذلك أنه صدر في باريس سنة 1928 كتاب بعنوان: "البحث عن الدين الحقيقي"، حيث صدرت له مطبوعات عديدة نشرت من أجل رواجها في المؤسسات التعليمية، وقد ورد في محتواها ما يلي: "إن الإسلام ظهر في القرن السابع للميلاد ومعه ظهر عدو جديد". كما ظهر كذلك في مجلة العالم الإسلامي التنصيرية التي تصدر بالإنجليزية في عددها الخاص بأبريل 1930: "إن شيئا من الخوف يجب أن يسيطر على أوروبا، ولهذا الخوف أسباب، منها أن الإسلام منذ أن ظهر في مكة لم يضعف عدديا ، بل ظل دائما في ازدياد واتساع، وأن الإسلام ليس دينا فحسب، بل من أركانه الجهاد ولم يحدث قط أن شعبا دخل الإسلام ثم تنصّر." وكذلك ما صرّح به الرئيس الأمريكي نيكسون في كتابه: "الفرصة الأخيرة" حيث قال أن بعد سقوط الشيوعية لم يعد هناك عدوّ للغرب سوى الإسلام." فلنتذكر أن أول عمل قامت به الإدارة الفرنسية بعد احتلال الجزائر سنة 1830 هو تحويل مسجد كتشاوة الذي شيده الأتراك إلى كنيسة، كما أصدرت إدارة البريد الفرنسية آنذاك طابعا تذكاريا يمثل الهلال يسقط إلى قاع البحر، في حين أن الصليب يرتفع أعلى ليغمر بسناه الأفق. كذلك أعلن أحد ملوك إسبانيا أمام البابا أن إسبانيا جنّدت نفسها حتى تغرس الصليب في إفريقيا...وحتى عندما انتهى العمل بحفر قناة السويس أرسل "ديلسبس" برقية إلى البابا أعلن فيها: "إن الطريق إلى قلب العالم الإسلامي أصبح ممهّدا".
فما سبب كل هذا الحقد الغربي على الإسلام؟ في الحقيقة إن الأسباب كثيرة، ولا يسعنا الحال إلى ذكر كل ما قام به الأوروبيون والمعمّرون الغربيون من حقد قديم قدم الزمن في تنفيذ عدة مخططات كانت تهدف إلى إفناء المسلمين وإبادتهم وإحراق الحرث والنسل واستباحة المحرّمات وهتك الأعراض منذ أن دخل الصليبيون القدس سنة 1099، وكذا لما سقطت غرناطة تحت أيدي الإسبان الحاقدين سنة 1492، كان هؤلاء المسيحيون يستعملون كل طرق التعذيب، والاضطهاد، والتقتيل، وحتى من سمّوهم ب"الموريشكيين"، أي العرب المتنصرين تحت التعذيب والتنكيل لم يتركوهم سالمين. فكانوا يعدمونهم بالجملة أو يبيعونهم عبيدا أو يجمعونهم في سفينة ويغرقونهم جملة أو ينفونهم إلى أي مكان بعد مصادرة أموالهم، إلى ما فعله الاستعمار الغاشم الفرنسي والبريطاني والبلجيكي والإيطالي والبرتغالي في بلاد المسلمين ، وما فعله الصرب مع قتل آلاف المسلمين لم يرحموا فيه لا الأطفال ولا النساء الذين لجأوا إلى الكنائس والمساجد كمعابد دينية من المفروض أن لا تمسّ بأذى. والقائمة طويلة لا تنتهي في بضعة سطور...
إذن، القضية ليست دينية عقائدية، بل هي سياسية عنصرية محضة هدفها فرض الهيمنة الغربية على العالم الإسلامي، وتمزيقه، وضرب وحدته، وتشويه فكره وعقيدته المتمثلة بالتوحيد ومنهج الحق في الدين والدنيا.
بقلم /الدكتور محمد ختّاوي
كاتب وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !