ظاهرة أطفال السلاح الأمريكان
مصعب المشرّف
29 أغسطس 2014م
المدرب القتيل خلال إشرافه على تدريب الطفلة التي قتلته بالخطأ
بعد مقتل مدرب السلاح الناري شارلز فاكسا (39 سنة) في الولايات المتحدة بالخطأ ودون قصد على يد طفلة عمرها (9) سنوات أثناء تدريبه لها على إستخدام بندقية رشاش نصف آلية صنع إسرائيل موديل (عوزي) Uzi sub machine gun فقد انتبه الرأي العام الأمريكي والعالمي إلى ظاهرة إقبال الأسر الأمريكية على إرسال فتياتهم الصغيرات إلى مراكز تدريب خاصة لتدريبهن على استخدام البندقية والسلاح الآلي.
قالت أنها تتدرب لحماية نفسها من الشياطين
وبالطبع يظل قلق الأسرة على الفتيات بسبب احتمال تعرضهن للإعتداء والتحرش الجنسي والإختطاف .. والعديد من المخاطر الأخرى تدور جميعها في فلك ممارسة الشذوذ والإستعباد الجنسي وتجارة الأعضاء.وإستغلالا لضعفها وقلة حيلتها وبراءتها بسبب صغر سنها.
وتقول هذه أنها تتدرب لحماية نفسها من الديناصورات
ولكن الأكثر ألماً من كل هذا أن الفتيات الصغيرات لا يستوعبن في هذه السن المبكرة الأسباب الحقيقية لقلق الأهل عليهن .. وقد جاءت أجوبة معظمهن على سؤال عن الهدف من التدريب على استخدام السلاح الناري وإقتناء بندقية ذاتية التلغيم ونصف آليه أبلغ دلالة على براءتهن.
وهذه الحافية تخشى من سمكة القرش التي ظهرت في فيلم الفك المفترس)
وكانت كل الأجوبة تدور في فلك خوفهن من سمك القرش و الديناصورات والشياطين .. وقليلات شملت إجابتهن الخوف من اللصوص .
والطريف هو حرص هؤلاء الفتيات على إقتناء هذه الأسلحة النارية بألوان البمبي والفوشي والموف.
وتبيع متاجر السلاح المرخص لها في الولايات المتحدة سنوياً قرابة 60,000 بندقية أطفال ذاتية التلغيم (وهي النوع الأخطر) وبتشكيلات وصل عددها إلى 28 موديل ... وهي أسلحة نارية حقيقية وليست لعبة..... تطلق الواحدة منها طلقة واحدة ثم تقوم بتلغيم نفسها ذاتيا بالرصاص من خزانة مدمجة بماسورتها. ومنها ما يطلق رصاص الخرطوش كما ينطلق الماء من الحنفية ... إلخ.
واقع الحال أن المستوطن الأمريكي القديم سواء اليانكي الأبيض أو الزنجي الأفريقي . يظل كلاهما يعتمد على السلاح الناري وحده في دفاعه عن نفسه . ثم ويجد في الملاكمة والمصارعة البديل الآخر في الحالات الإضطرارية .
وبالطبع فإن هذه القناعة لم تنشأ من فراغ . ؛ ذلك أن البندقية والسلاح الناري بوجه عام هو الذي مكّن أجداد الأمريكان الحاليين من إبادة الهنود الحمر والسيطرة على أراضيهم. ...... وحيث لا يزال السلاح هو الأسلوب الأوحد الذي تتعامل به الحكومات الأمريكية المتعاقبة في مواجهة خصومهم ومواصلة إخضاع أصدقائهم في العالم.
والإنسان في نهاية المطاف يظل عبداً وأسيراً لنتائج تجربته الذاتية ؛ إيجابية مثمرة كانت أو سلبية.
التعليقات (0)